فوزية الجار الله
ليس للحياة قيمة أو معنى إن لم يكن لديك أمنية أو طموح مميز، تحشد له الوقت والجهد، يصنع خطواتك وتأملاتك، يغمر لحظاتك بألوان مختلفة، يملؤك شوقًا للصباحات القادمة؛ ليجعل من حياتك فجرًا دائم الإشراق.. لكن قد لا يتضمن ذلك الطموحات كافة، قد لا يكون هذا الطموح منبعًا للصفات النبيلة كما يرى «أوسكار وايلد»، بل قد تكون هذه الأحلام وبالاً على صاحبها؛ ليكون ثمنها غاليًا جدًّا، لا يحتمل. هذه الفكرة تمثلت في حكاية واقعية، حدثت ذات يوم في ميامي/ أمريكا لأحد أبطال كمال الأجسام الذي كان ناجحًا متفوقًا في مجاله، ثم بدأت تتسع طموحاته وتكبر بشكل واضح؛ ليكون ثمنها باهظًا..
هذه الحكاية تم تدوينها من خلال سلسلة مقالات للكاتب بيت كولينز، ونُشرت على صفحات مجلة «ميامي نيوز تايمز» بين عامَي 1999 و2000، ثم تم تقديمها عبر فيلم شهير بعنوان ألم ومكسب (Painالجزيرةgain). هذه هي الترجمة الحرفية لعنوان الفيلم التي قد لا تكون مثيرة ولافتة كما هو الفيلم ذاته..
صدر الفيلم في إبريل 2013م، وقد بلغت إيراداته 85 مليون دولار حول العالم..
شاهدت الفيلم بالمصادفة معروضًا على إحدى القنوات التلفزيونية، ثم اطلعت هنا وهناك حول ما كُتب عنه..
يتلخص الفيلم في الآتي: بطل الفيلم/ دانيال يعمل مدرب رياضة في أحد النوادي الشهيرة التي يرتادها الكثير من الأغنياء. ذات يوم يصبح مدربًا خاصًّا لواحد منهم، ومن خلال الحوار بينهما يتعرف دانيال إلى مقدار الثروة الهائلة التي يملكها هذا المتدرب بين يديه؛ فيقرر اختطافه وتعذيبه وابتزازه. وتزداد اللعبة تشويقا وغرابة حينما يقرر ضم صديقيه إلى مخططه الإجرامي. وبعد سلسلة من الأحداث ينجح أعضاء العصابة الرياضية في اختطاف الثري (فيكتور كيرشو)، واحتجازه في أحد المخازن، وتعذيبه، وإجباره تحت التهديد على التنازل عن أمواله وممتلكاته، بل يقومون بمحاولة قتله في حادث سيارة مفتعل إلا أن المجني عليه ينجو من الحادث بأعجوبة، وينقل إلى أحد المستشفيات، ثم يكلف محققًا خاصًّا متقاعدًا بمساعدته للكشف عن المجرمين، وتسليمهم للعدالة. أما الصورة الأخرى من هذا المشهد الغرائبي فتُظهر أعضاء العصابة وهم ينفقون أموال كيرشو بإسراف وبذخ وتهور، وعندما تقترب الأموال من النفاد تبدأ المجموعة في التخطيط للاستيلاء على أموال رجل أعمال ثري آخر. ولم تكن النهاية سعيدة بالنسبة للعصابة الرياضية التي تقع في أيدي رجال الأمن، ثم تجري محاكمتهم؛ ليأخذوا عقابًا رادعًا. يقول أحدهم: إن الفيلم يكشف الوجه الزائف للمجتمع الاستهلاكي المعاصر. وكأن الإنسان لا قيمة له في عالم المال والتكنولوجيا إلا من خلال الأشياء التي ينجح في الاستحواذ عليها؛ فقد أصبح الهدف الأوحد من الحياة هو النجاح في الاستيلاء على مقدرات الآخرين مهما كانت الغاية والوسيلة.
الفيلم مقدم بطابع كوميدي؛ ربما للتخفيف من مشاهد العنف والقسوة، إضافة إلى إثارة وتشويق المشاهد.