عبدالله العمري
يمثل النقل التلفزيوني على مستوى الدوريات الكروية بالعالم العائد الأول لزيادة مداخيل الأندية وعاملاً مهماً يساعدها في جلب أفضل لاعبين وكذلك تطوير البنية التحتية لها. ولعل العقد الذي أبرمه الاتحاد السعودي لكرة القدم مؤخراً مع شركة الاتصالات السعودية ببيع حقوق النقل التلفزيوني للمنافسات الكروية السعودية لمدة 10 سنوات مقابل 6 مليارات و600 مليون ريال، بمعدل 660 مليون ريال في السنة الواحدة هو الأعلى على مستوى الشرق الأوسط. ولقد مر بيع حقوق النقل التلفزيوني للدوري السعودي بمراحل عديدة، وكان أول عقد للدوري السعودي تم بيعه لقنوات أوربت آنذاك في الفترة من 2003 إلى 2006، مقابل 9.9 ملايين ريال في السنة، وبعدها تم بيعه إلى قنوات إي آر تي في الفترة من 2006 إلى 2011، وكانت قيمة السنة الأولى 100 مليون ريال، ويرتفع سنوياً إلى 150 مليون ريال في كل سنه جديدة.
وبعدها تم إبرام عقد جديد مع القنوات الرياضية السعودية من الفترة 2011 إلى 2014 بمبلغ 150 مليون ريال في السنة الواحدة. لتنتقل بعدها حقوق النقل إلى قنوات إم بي سي في الفترة من 2014 إلى 2017 وكانت قيمة العقد في السنة الأولى بـ210 ملايين ريال، ويزود في الموسم الثاني إلى 220 مليون ريال، والثالثة إلى 230 مليون ريال، وكانت السنة الأخيرة وصل قيمة العقد إلى 240 مليون ريال.
هذه القفزات الهائلة والكبيرة جداً في حقوق النقل التلفزيوني، تؤكد أن محتوى الدوري السعودي مطلب مهم جداً للكثير من القنوات بغض النظر عن إنخفاض المستوى الفني للأندية في المواسم الماضية، الإ أنه لايزال يحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة ليس على المستوى المحلي فقط.. فالدوري السعودي متابع بشكل كبير على مستوى الوطن العربي، هذه المتابعة الجماهيرية الكبيرة بلاشك عامل مهم لجلب شركات التسويق نحو الإعلان التلفزيوني عبر ناقل الدوري السعودي لكي تصل منتجاتهم إلى أعلى شريحة ممكنة.
إلا أن الأمر المهم والذي يطرح الكثير من التسأولات هو كم يحصل كل نادي سعودي مشارك في دوري المحترفين السعودي على عوائد مالية من بيع حقوق النقل التلفزيوني، فلا توجد أرقام معلنة وواضحة للجميع. والمفترض من رابطة المحترفين بالدوري السعودي وهي المعنية بشئون الأندية أن تكون أكثر شفافية وأن تفصح عن هذه العوائد المالية للأندية من النقل التلفزيوني لإسباب كثيرة ومهمة مثل ما يحدث في معظم الدوريات الكروية العالمية، ومن أهمها هي جلب المعلنين التلفزيونيين وكذلك تحفيز الجماهير على الحضور للملاعب.
فمثلاً رابطة الدوري الإسباني قد أوضحت عن الكيفية التي توزع فيها عوائد بيع حقوق النقل التلفزيوني على أندية الليغا وفق آلية توزع 50 % على الأندية بالتساوي، و50 % تعتمد على عاملين مهمين هما الأول نتائج الفريق في السنوات الخمس الأخيرة بالليغا، والعامل الثاني هو مدى تأثير وشعبية النادي وذلك وفقاً لمتوسط دخل النادي من تذاكر المباريات والتذاكر الموسمية المباعة في آخر 5 سنوات وكذلك معدل المشاهدات التلفزيونية لمبارياته.
وأجزم أنه لو طبقت هذه الآلية بالدوري السعودي ستكون عامل مهم وكبير لتحفيز الجماهير بالحضور للمباريات من أجل أن تدعم أنديتها، ومن خلالها سيتم معرفة من هو النادي صاحب الشعبية الجماهيرية الأولى بالدوري السعودي وذلك من خلال عدد التذاكر المباعة بالموسم وليس عبر الاستفتاءات الوهمية والمضحكة.