فهد بن جليد
عدد الحجاج القطريين صغير جداً, ولا يُشكِّل غيابهم رقماً مؤثراً في الموسم، وقد لا يُلاحظ أحد هذ الغياب أصلاً, ولكنَّ الحرص والإصرار السعودي على وصولهم وتسهيل الطريق أمامهم، يأتي من مُنطلق المسؤولية العظيمة التي يضطلع بها هذا البلد المُبارك وقادته في خدمة المُسلمين جميعاً - فكيف بالأشقاء والجيران - الذين ابتلو بنظام أهوج مُخترق، لا يهتم بمصالح شعبه واحتياجاتهم، وهو ما جعل الحاج القطري المغلوب على أمره في موقف صعب، بين الاستفادة من التسهيلات السعودية، والخوف من العراقيل والتهديدات القطرية؟.
الأمر الذي يوجب فضح أجندة النظام القطري المُتوهم بقدرته على استغلال الحجاج القطريين - الذين منعهم من أداء الحج - وكشف مُخططات تنظيم الحمدين الزائفة, وأوهامه بأنَّ باستطاعته التلويح بهذه الورقة ضمن مزاعم الحصار والمظلومية التي ينتهجها - على حساب مشاعر مواطني قطر - بحرمانهم من أداء الفريضة في جريمة لن تُغتفر, وفي وقت يعلم فيه العالم و القائمون على المُنظمات الإنسانية والعالمية أنَّ نهج الكذب والخداع والبكائيات ليس سوى مسرحية رخيصة يقوم بها هذا النظام على حساب شعبه - أسوة بمن سبقوه في هذا المضمار الضال - الذين تحطمت أحلامهم على صخرة الحق السعودية الثابتة، التي تحترمها الإنسانية والنظام الدولي لصدقها, ولعلمهم بالجهود الكبير الذي تبذلها المملكة من أجل سلامة وراحة الملايين ممَّن يقصدون المشاعر المُقدسة، وعدم المُتاجرة في ملف الحج أو تسيسه حتى في ظروف ومواقف أصعب وأكبر من المحاولات القزمة لتنظيم الحمدين .
التعنت القطري يكشف بمرَّارة كيف أنَّ الدوحة مُختطفة ومُخترقة، وأنَّ عصابة تنظيم الحمدين الإرهابي - غير آبهة وغير مُهتمة - بالمواطن القطري ومصالحه، فهي تقوم بمحاولات فاشلة للعب دور خبيث أكبر من قدرتها وحجمها الطبيعي، لتحقيق أجندة مشبوهة بادعاء المظلومية في نهج يتفق ويتسق مع مُخططات أعداء الإسلام والعروبة، والمُحزن أنَّ الحاج القطري المغلوب على أمره هو من يدفع الثمن للموسم الثاني على التوالي، لأنَّ مصيره مُعلَّق برغبات ونزوات هذا التنظيم الأحمق، رغم أنَّه يرى الطريق إلى مكة مُعبد ومفروش بالورود، وأنَّ مكانه بين الحجاج مُهيأ وفي انتظاره، ليؤدي النُسك مع إخواته المُسلمين من كل بقاع العالم، بكل يسر وسهولة .
وعلى دروب الخير نلتقي.