صيغة الشمري
الوظيفة نوع من العبودية، هناك عدة آراء تروج لهذا المعنى لتضييق الواسع على خلق الله لعدة أهداف، بعضها لمداعبة مشاعر البسطاء من الموظفين الذين يشعرون بنوع من النفور من وظائفهم لأسباب في الغالب لا تبدو حقيقية، وهناك أهداف إستراتيجية بعيدة مدى لخلق نوع من الخلل في النسيج الاجتماعي لبعض المغرضين الذين تعودوا على إطلاق الفقاعات المربكة لكسب المزيد من الضوء والمزيد من نشر الخلل والبلبلة بين أفراد المجتمع، منذ بدء الخلق والوظيفة بمعناها الحقيقي موجودة بين البشر وهي التي سهلت الكثير من طرق العيش للناس لكون الناس لا يمكن أن يكونوا جميعهم أغنياء ولا جميعهم فقراء، سنة الحياة والحكمة الإلهية أن يوجد بين الناس من هو غني ومن هو فقير، التحدث بأن الوظيفة هي نوع من العبودية يفتقد للعقل وخال من المنطق ولا يعدو كونه مجرد هرطقات لدغدغة مشاعر العوام وركوب موجة عواطفهم ونفورهم من السلك الوظيفي الذي يحد من حرية تحركاتهم وهو نفور طبيعي غير مضر، الحقيقة التي لا تقبل الجدل بأن الوظيفة هي من أهم ما توصل إليه الإنسان لتطوير الحياة بشكل عام والإنسان بشكل خاص، التصديق بأن الوظيفة عبودية ساهم في ضياع قدرات الآلاف من الشباب الحالمين والمتحمسين نحو الثراء السريع الذين يحلمون بأن يصبحوا رجال أعمال ناجحين، بينما رجل الأعمال نفسه لم يصل لهذا الثراء أو النجاح لولا وجود موظفين يدعمون أحلامه ويسهرون ليل نهار لجعل ثروته في ازدياد، تسويق المفاهيم الرنانة التي لا تسمن ولا تغني من جوع يجب الوقوف في وجه أصحابها وكشف جهلهم وعدم السماح لهم بالتنفذ عبر البسطاء والسذج، عندما يظهر شخص مؤثر وعلى شهرة ويقول إن الوظيفة عبودية فهو يساهم في تكديس المزيد من العاطلين في المجتمع، لا سيما وكل عاطل يتحايل على عطالته بتعليل النفس في تحين فرصة للثراء، كثير من الناس أصبحوا أثرياء عبر الوظيفة وكثير من الأثرياء أصبحوا كذلك ليس لإيمانهم بأن الوظيفة عبودية بل لوجود الظروف المناسبة للثراء، كما لا يجب أن نغفل بأن السواد الأعظم من الناس ليس لديه أدوات الثراء ولا ظروف مساعدة لتحقيق ذلك والوظيفة بالنسبة له هي أفضل الحلول لجعله عنصراً فاعلاً في مجتمعه، وإنساناً متصالحاً مع نفسه.