ودعت محافظة الزلفي غرة ذي القعدة علماً من أعلامها الشيخ العابد الزاهد عبدالكريم بن عبدالرحمن بن عبدالرزاق المطوع -رحمه الله وغفر له- ودعته الزلفي في جنازة مشهودة ومهيبة حضرها الصغار والكبار، وهذا علامة قبول -بإذن الله- ودلالة على محبة الناس له، فقد كان -رحمه الله- مؤذناً لمسجد الحي لما يقارب أربعين عامًا لم يتخلف فرضاً واحداً إلا لمانعٍ يمنعه، يوصي دائماً على اجتماع أهل الحي فيما بينهم، وكان دائماً ما يحث على الصلاة في وقتها ومع الجماعة، صاحب كلمة نقية ونفس رضية وابتسامة دائمة، مشتهرًا بحسن الخلق ولين الجانب، صيته ذائع بكرمه محبًا ومشجعاً لطلاب حلقات تحفيظ القرآن وداعماً لهم مادياً ومعنوياً.
وكان دائماً مكثر الدعاء لولاة أمرنا -حفظهم الله- وكانت دمعته قريبه عندما يتذكر كدر العيش في السابق ويقول نحن في نعمة لا تقدر بثمن (أمن وأمان)، كما كان يبجل العلماء ويقدرهم، ولا أنسى موقفه مع فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إمام وخطيب الحرم المكي قبل سبع سنوات تقريبًا عندما علم بقدومه لمحافظة المجمعة لرعاية حفل لجمعية تحفيظ القرآن فأصر للذهاب والسلام عليه، ويقول هذا إمام أطهر بقعة وأشرف مكان. ولما رآه الشيخ فرح به وأمسك بيده وأجلسه بجواره وأخذا يتبادلان أطراف الحديث معًا.
عزاؤنا أنه خلف من بعده أبناءً وأحفادًا بررة، منهم المشايخ ومنهم القضاة ومنهم حفظة القرآن ومنهم أئمة المساجد. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، فلقد فجعنا بخبر وفاته ولكنها سنة الله في خلقه.
** **
بندر بن سلمان البداح - نائب رئيس المجلس البلدي بالزلفي