«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
الوقت يمضي، والسنوات تمر بسرعة، وكرة القدم تتغير، ولوائحها تتطور، واللاعبون يسعون في التقدم، وتقديم المزيد، ليحفظ لهم التاريخ شيئاً مما قدموه، ويسجل في صحفاته، إنجازاتهم وبطولاتهم ومثابراتهم وجهدهم وتضحياتهم. هذا هو طموح اللاعب أياً كان موقعه ومكانه، فإن نسيه التاريخ، وطوى صفحاته بدون ذكره، فسوف يكون نسياً منسياً حتى وإن كان اليوم أشهر مما كان يتوقع.
نواف العابد صاحب الجماهيرية، وصاحب الموهبة الكبيرة في كرة القدم، اليوم يظلم نفسه، وغداً سيتجاهله التاريخ، فما يقدمه اليوم لا يوازي شيئاً مما لديه، ولكن نواف العابد سلك طريقاً لا يمكن أن يؤدي به إلى موقع يتمناه الشخص الذي يريد حفر اسمه في ذاكرة المتلقي كمبدع.. ولعل ما مر عليه مؤخراً بعدم استدعائه للعب في كأس العالم يكون عبرة له، فأي لاعب في العالم العربي والآسيوي والإفريقي لا يتمنى أكثر من أن يلعب في كأس العالم، فهذا يكفيه، وإن سجل هدف، حفظ له التاريخ ذلك، ولكن التاريخ نفسه كتب بأن العابد لم يلعب في كأس العالم 2018، وسجل زميلاه سالم الدوسري وسلمان الفرج هدفين في كأس العالم، ستتذكرهما الأجيال القادمة بكل فخر، فهل أدرك العابد معنى التسجيل والحضور في كأس العالم..!؟.. وهل يعود العابد لمستواه الحقيقي الذي يتمناه كل محبي كرة القدم..؟. نواف العابد أمام امتحان صعب، وربما يكون الأخير.. فالدوري السعودي اليوم يعج باللاعبين الأجانب، وكل فريق لديه 8 لاعبين أجانب، وهذا الأمر يصّعب من مهمة أي لاعب يريد إثبات نفسه، ولكن العابد بإمكانه فرض نفسه على التشكيل الأساسي في فريق الهلال متى أراد ذلك وانضبط بالشكل الذي سار عليه زميله سالم الدوسري.