إبراهيم عبدالله العمار
كنتُ في مجلس ذات مرة في صغري، وسمعت من أحد الجالسين قصة عجيبة: كان يحكي عن التنافس بين الاتحاد السوفييتي وأمريكا في مجال الفضاء، وقال إن وكالة ناسا أنفقت عشرات الملايين من الدولارات لصنع «قلم فضائي»؛ ذلك لأنه لا جاذبية في الفضاء، وهي التي تجذب الحبر إلى الورقة؛ فاحتاجوا لقلم خاص، وبعد سنين صنع الأمريكان هذا القلم الخاص بعد التعب والتكاليف الباهظة. وضحكت لما وصل إلى نهاية القصة ليقول إن الروس لم يحتاجوا لهذا كله، وإنما استخدموا قلم رصاص! ظللت أرددها لأصدقائي في طفولتي، لكن اندهشت بعد سنين لما عرفت أنها خرافة؛ فرغم أن الأمريكان فعلاً استخدموا قلمًا خاصًّا بالفضاء إلا أنه لم يُصنع من قِبل وكالة ناسا الفضائية، وإنما صنعته شركة، وباعته بكلفة رخيصة للوكالة. وغير ذلك فقلم الرصاص خيار سيء؛ لأنه يحتاج للبري باستمرار، والأسوأ أنه ينثر الرصاص، خاصة لو انكسر طرفه، حينها تتطاير تلك الجزيئات الصغيرة، وتدخل في الأجهزة الحساسة. وهذه عرفناها؛ لأن الأمريكان استخدموا أقلام الرصاص في الفضاء!
قصة مكذوبة من كل وجه، وليتها وحدها؛ فالكثير منا يحوي عقله بعض القصص المكذوبة والمعلومات الخاطئة؛ فهناك اعتقاد لدى البعض أن ألم المفاصل شيء لا مفر منه بسبب تقدم السن، لكن هذا خاطئ؛ فالسبب الأول هو قلة الحركة، وهي داء أتى بالويلات للجنس البشري، وليس فقط ألم المفاصل.
ولا شك أنك تعرف أن الحوت الأزرق أكبر كائن حي في العالم، وربما في التاريخ، لكن أتى إلى علمنا شيء يثير الجدل؛ فرغم أن هذه المعلومة صحيحة إلا أنها من وجه آخر خاطئة؛ لأن بعض العلماء يقولون إن أضخم شيء حي هو فطريات العسل في ولاية أوريغون الأمريكية، وهو «كائن» حي، يمتد على طول 4 كيلومترات، ويزداد نموًّا! هل يمكن اعتبار هذا كائنًا حيًّا مستقلاً؟ ربما، وربما لا. لكن الجميل أنه يؤكل كبقية أنواع الفطر، بل هو لذيذ!