فهد بن جليد
السعودية سهلَّت الإجراءات أمام الحجاج القطريين الراغبين في أداء الحج هذا العام بشكل كبير جداً، لدرجة مُساواتها بآليات حجاج الداخل من السعوديين والمُقيمين، رابط إلكتروني يتم الدخول إليه وتقديم الطلب والتعاقد مع شركة الخدمات التي يرغبها الحاج القطري مثل أي حاج آخر، ومن ثم الإحرام والتوجه إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة لإتمام الفريضة، هذا أكبر دليل وتأكيد على رفض المملكة تسيس الحج، أو استخدام الفريضة كورقة ضغط بسبب مواقف سياسية أو اقتصادية، الأمر الذي فضح تعنت الجانب القطري ومُحاولاته المكشوفة للبس ثوب المظلومية -الذي فشل غيره في تقمصه في أزمات سابقة- باستغلال الموسم وكأنّ السعودية هي من تمنع الحج، الأمر الذي كذبته بيانات وزارة الحج المُرحبة بالأشقاء القطريين والمُقيمين في قطر ممَّن يرغبون أداء الفريضة -رغم عدم تجاوب الجانب القطري- في إنهاء الترتيبات والمُتطلبات للحجاج القطريين، وحجبه لكل رابط تتيحه وزارة الحج أمام الحجاج القطريين، إضافة إلى الترهيب والتخويف والتخوين الذي يُمارسه النشطاء والمُخابرات القطرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام لكل من يرغب في أداء الحج.
لقد نسي النظام القطري أو تناسى أنَّ العالم أجمع، يشهد بأنَّ السعودية مُلتزمة تماماً بعدم تسيس الحج بتقديمها كافة التسهيلات للحجاج والمُعتمرين الذين يقصدون المشاعر المُقدسة دون تفرقة، لا بحسب جنسياتهم أو انتماءاتهم السياسية أو مواقف بلدانهم من المملكة، هذا النهج السعودي القويم ثابت حتى مع مرور المنطقة بالكثير من الأزمات والتقلبات السياسية، بدليل سقوط جميع الأقنعة التي حاولت مُساومة السعودية سابقاً، وتشويه صورتها - ولنا في تجارب القذافي وإيران وحزب الله اللبناني وغيرهم - أكبر دليل على صحة الموقف السعودي الذي لم يُساوم يوماً على أداء فريضة الحج، بل بذل كل ما يُمكن من أجل جعل هذه الرحلة الإيمانية سهلة ومُيسَّرة لقاصدي البيت الحرام والمشاعر المُقدسة، وهي الحقائق التي لم تتعظ منها قطر، بمُحاولتها الصغيرة جداً والمكشوفة للعب بورقة الحج - بكل غباء وحمق - نيابة عن الآخرين الذين وصل حجاجهم إلى المشاعر المُقدسة، عقب فشل مُحاولاتهم وتجاربهم السابقة، وانكشاف أنظمتهم أمام شعوبهم.
تنظيم الحمدين غير مُهتم أصلاً بمشاعر حجاج قطر وحاجاتهم الحقيقية التي وفرتها السعودية مشكورة، المسألة بالنسبة لهذا التنظيم مجرد ورقة يلوِّح بها لتحقيق مكاسب أمام المنظمات الدولية وفي الداخل القطري في أزمته الخاسرة، فالحاج القطري ليس في قائمة اهتمامات هؤلاء مُطلقاً، رغم أنَّه لا يحتاج سوى خطوة واحدة فقط، ليصل إلى المشاعر المُقدسة ويؤدي النُسك مع بقية المُسلمين.
وعلى دروب الخير نلتقي.