د.عبدالعزيز العمر
كلنا يعلم أن التعليم في بداياته المبكرة كان في حضن القطاعين الأهلي والخيري قبل أن تتولاه الحكومات، بل إن جامعة مثل جامعة الملك عبدالعزيز كانت جامعة أهلية في سنواتها أولى، وأذكر أنني عندما كنت طالبا في الصف الرابع الابتدائي كنت أقتني دفاتر ورد على غلافها اسم جامعة الملك عبدالعزيز الأهلية. إن تنامي أعداد المدارس الأهلية اليوم لا يعني بالضرورة عجز الحكومة عن تحمل مسؤولية تعليم مواطنيها، فالمدارس الأهلية تظهر في الدول الغنية والدول الفقيرة على حد سواء. لكن الجدل الذي يثور أحيانا يتمحور حول أيهما أفضل المدارس الحكومية أم المدارس الأهلية. في الواقع لا يوجد جواب بحثي قاطع يقول إن المدارس الأهلية أفضل من الحكومية أو العكس. في المدارس الأهلية هناك مدارس متدنية المستوى وأخرى متميزة، ويقال الشي نفسه عن المدارس الحكومية. لكن المدارس الأهلية تتميز بقدرتها على تسويق نفسها أمام الآباء، وأحيانا يكون هذا التسويق مخادعا هدفه الربح المادي فقط، وتستغل بعض المدارس قدراتها التسويقية في رفع رسومها الدراسية، فمثلا حفيدي يدرس في مدرسة أهلية (ليست ماركة) تبلغ رسومها الفصلية خمسة وعشرين ألف ريال، وهي رسوم لا تختلف كثيرا عن رسوم أية جامعة أمريكية متوسطة. السؤال هو: ما هي مرجعيات تحديد رسوم المدارس الأهلية؟ هذا يذكرني بالعضوية عالية التكلفة لبعض النوادي بهدف المحافظة على شريحة محددة من الرواد فقط.