فوزية الشهري
هناك بالمدينة وقبل أربعة عشر قرناً كان يجلس رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام في المسجد دخل أعرابياً المسجد وبال فيه فزجره الناس فنهاهم الرسول أن يعترضوه وقال عليه الصلاة والسلام إنما بعثتم ميسرين ولَم تبعثوا معسرين، ثم أمر عليه أزكى السلام أن يَصْب على بوله سجل من الماء عندما فرغ واكتفى بذلك وهناك أيضاً دخل شاب على نبي الطهر يستأذنه في الزنا كيف كانت ردة فعله أدرك الرسول العظيم أن مشكلة هذا الشاب لن تقوم بالزجر ولا التهديد ولا الوعيد ولكن حاوره حتى وصل معه أن استبشع الزنى وطلب من الرسول أن يدعو له ودعا له عليه السلام وانتهى الحدث عند ذلك.
وهناك أيضاً جاءت إليه امرأة تعترف بالزنى وأنها حامل وتريد تطبيق الحد، ماذا فعل الرسول عليه الصلاة والسلام أعادها حتى ولدت ثم أجل الحد حتى فطمت رضيعها ثم طبق الحد ثم صلى عليها عليه أفضل الصلاة والسلام وعندما استنكر الصحابة الصلاة عليها فرد عليهم (إنها تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم).
قصص بليغة تضمنت دروسا متعددة في التعامل مع المخطئ، فالجاهل يقوم عمله ومن تلوث فكرة يسمح له بالتعبير عن كوامنه واستجاشة الخير الذي لا يخلو منه قلب والدعاء له، والمقر بالذنب ومن طبق عليه الحد يعامل كمن لا ذنب له ،عليك أفضل الصلاة والسلام يا رسول الله.
ماذا يحدث الآن في مجتمعنا هل من يدعي الغيرة على الدين والمجتمع يطبق هدي الرسول في التعامل مع المخطئ؟! للأسف لا وهذا الموضوع شائك لطالما آثار حفيظتي وانزعاجي وما نراه في مواقع التواصل عند إي قضية مجتمعية تحدث رغم أن القانون تعامل مع القضية والجهات المختصة قامت باللازم مازال البعض ينصب نفسه حكماً ويسعى لنبذ المخطئ ويؤلب المجتمع عليه وكأنه يقول (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ) ويستخدم معه أعلى درجات الإقصاء فلا يبحث له عن عذر ولا يقبل منهم رجوع وإذا ناقشناهم تباكى على الفضيلة، عندما يطبق القانون يجب أن تنتهي عند ذلك إي قضية ويعود المذنب كمن لا ذنب عليه رفقا بالمخطئين فلم نخلق ملائكة بل بشر والله يقبل التوبة ويغفر الذنب لماذا يحارب هو وأسرته وكأننا ندفعه دفعاً للخطأ مرة أخرى كم تدهشني النظرة الملائكية لمجتمعنا ومحاولة إلغاء صفه البشرية والخطأ من قاموسه أيها الفضلاء كونوا معاول خير تعين للعودة لا معاول شر تدمر المجتمع وأجعل كرهك للخطأ ولا تكره المخطئ.
الزبدة:
يقول وليم شكسبير البعض ترفعه الخطيئة والبعض تسقطه الفضيلة