رقية سليمان الهويريني
عبر رحلة مضنية للبحث عن أعشاب طبيعية لعلاج أمراض طارئة أو للحفاظ على الصحة العامة بعيدا المركبات الكيمائية؛ عثرت على نبات من خصائص Prebiotics أي الغذاء الحيوي لبكتيريا الحياة المسؤولة عن الجهاز المناعي وسلامة الجهاز الهضمي، لذا ففائدة هذا الغذاء الحيوي مكافحة أمراض العصر وعلاجها بطريقة آمنة مثل أمراض الكلى والكبد والقولون العصبي والأمراض السرطانية والإيدز والروماتيزم وحتى التوحد، فضلا عن علاج السمنة.
وفيما اكتشف الطب الحديث أن الخلل في صحة الإنسان ينطوي إما على نقص في البكتريا النافعة Prebiotic أو على زيادة في البكتريا الضارة بسبب صعوبة إخراج الفضلات تلقائيا، وما تحمله تلك الفضلات من سموم ودهون وألياف ضارة! وليس من مكون طبيعي يقوم بهذه المهمة سوى الـPrebiotic الذي لا يوجد إلا في الصمغ العربي، حيث لا تتوفر مكوناته إلا في حليب الأم بنسبة قليلة وفي التفاح والموز بنسبة ضئيلة جدا لا تتعدى 1 %.
ومن خصائص هذا النبات أنه يحتوي على الأحماض الأمينية الموجودة في اللحوم دون أضرارها، ويساعد على تشكل البكتيريا المفيدة التي تساهم في علاج الأمراض الخطيرة والوقاية منها والتي يصعب الشفاء منها حتى بالمضادات الحيوية الكيميائية التي تقضي على البكتيريا الضارة وبذات الوقت تدمر حتى النافعة ولا يمكن استعادتها سريعا، وفقا لرأي الأطباء.
وكيلا يختلط الأمر على القارئ الكريم فإن الصمغ العربي ينقسم إلى ثلاثة أنواع: «الهشاب» أو المن بحسب ما ذكره القرآن، وهو المقصود بهذا المقال، والثاني «الطلح» الذي يدخل في تركيب مواد التجميل والمحافظة على البشرة، والثالث «اللبان» الذي يعالج أمراض الصدر.
ولأقصى استفادة من الهشاب الطبيعي الخام كغذاء ودواء؛ يمكن تحضيره بطحنه ناعما ووضع ملعقة منه في كوب ماء فاتر وتقليبه حتى الذوبان ويشرب مرتين في اليوم.
ولأن ثقافة الدواء بالنباتات والأعشاب محدودة نظراً لما يحيط بها من تشكيك تقوده مصانع الأدوية الكيمائية؛ فإن البحث عن المفيد ميسورا ولا ينحصر بأحد. وليس مثل الصحة تاج يلزم تلميعه ليبقى براقا، وطالما هو كذلك فإننا سننعم بحياة سليمة.