سعد الدوسري
في حج 1407هـ الموافق 1987م، حاول النظام الإيراني تحويل موسم العبادة الأكثر حضوراً على المستوى الإسلامي والعالمي، إلى مهرجان سياسي. ولقد أثارت تلك المحاولة استياء وغضب المسلمين وغير المسلمين، في كل أرجاء المعمورة. ومنذ ذلك الحين، وحتى اليوم، هناك إصرار من قبل ملالي إيران، على استغلال الحج لإثارة الفتنة بين الطوائف الإسلامية، بهدف الوصول للغاية الإيرانية الأهم؛ المساس بأمن السعودية.
قبل الخميني، كنت في إيران. بعده، زاملت إيرانيين في مواقع طبية وإعلامية. معظم من عرفتهم يشعرون بأنهم مختطفون من قبل نظام مهووس بتصدير الفوضى السياسية والمذهبية، ووأد التعايش بين الطوائف، لصالح طائفة حرس النظام؛ وهذا ليس حديثاً في السياسة، بل في صميم الشأن الاجتماعي، الشأن الذي أهتم به في مقالاتي اليومية. كلنا هنا متعايشون، مهما اختلفت مذاهبنا، بيننا صلات رحم وزمالة وصداقة، ونتطلع أن يمتد هذا التعايش، على كافة خارطتنا الإسلامية، هذا حق ومطلب.