حميد بن عوض العنزي
صحيح أن مقاطعة شراء منتج من المنتجات يعد أسلوبًا متبعًا عند بعض المجتمعات، وهو لا يزال ضعيف التأثير ولم يرتق إلى مستوى أن يطلق عليه ثقافة على الأقل لدى المستهلك المحلي والإقليمي، وإن كنا نسمع من حين لآخر بعض المتحمسين لإطلاق حملات مقاطعة، ويجتهدون في وسائل التواصل الاجتماعي بحملات ضعيفة في أثرها وتأثيرها، عطفًا على أنها لا تزال ثقافة لا تحظى بتفاعل واسع، وبالتالي لا يمكن أن تصنع منها سلاحًا مهمًا حاولت نفخها، كما أن بعضها يفتقد لقوة الإقناع.
الوعي مطلوب وإسماع الصوت كذلك مطلوب والمقاطعة قد تكون أسلوبًا جيدًا في بعض الأحيان على الأقل كرسالة، ولكن لا يمكن الانسياق وراء كل حملة مقاطعة على إطلاقها على أنها أمر مسلم ونزيه، فالحملات بعمومها لا يمكن القول إنها سليمة وخالية من «بعض» المستغلين ومن المتسلقين سواء من منافسين أو منتفعين، وهو ما يستدعي أن لا يكون الشخص منساقًا ومنقادًا من ضمن نظرية القطيع، فالتمحيص واجب وأن يقدر الشخص الضرر الذي يقع عليه ومقدار تأثير الفارق المادي عليه، ثم يضع أي حملة كانت في ترتيب معين مع سلع أخرى ليرى لماذا الحملة استهدفت سلعة دون أخرى قد تفوقها بمقدار الارتفاع.
وعندما أقول لا يجب الانسياق وراء كل حملة فأعني الوعي الذاتي الذي يجب أن لا يغيب عن بعض الأمور التي تتجاوز فكرة المقاطعة إلى ما هو أعمق، المستهلك لديه خيارات متعددة وبالتالي يملك قرار الشراء من عدمه دون التأثر برسائل «التحشيد» التي ينطوي بعضها على مبالغات ليس لها أساس في الواقع إنما محاولة لتحقيق وتضخيم نجاح هلامي ليس له محددات تكشف مدى مستوى التأثير لهذه الحملة أو تلك.