هالة الناصر
إنجاز المنتخب الفرنسي لم يكن مستغربا، فوز فرنسا بكأس العالم لكرة القدم بفريق جميعه من أصول ليست فرنسية درس مهم ومؤثر يجب أن تعيه جميع دول العالم، الدولة ذات البعد الإنساني والحضاري الكبير لا تخسر أي رهان مهما عانت وتضررت بشكل مؤقت كون الإنسانية رهان لا يخسر صاحبه على المدى البعيد، فرنسا بعد عدة حوادث إرهابية قام بها من ينتمون للإسلام التزمت بإنسانيتها وأخلاقها ولم تغير سياستها الأمنية ضد المسلمين ليحسم الفوز بكأس العالم منتخب نصفه من المسلمين، عراقة العوائل الفرنسية ونرجسيتها العرقية لم تؤثر في القوانين الفرنسية ذات البعد الإنساني فكان منتخبهم يضم لاعبين من أصول إفريقية ذرفوا الدموع والدم من أجل أن تنتصر فرنسا وكان الرئيس الفرنسي يأخذهم بالأحضان بعد النصر الكبير كما يضم أبناءه وهم في العرف الفرنسي أبناء له وتحت مظلة ضميره ومسؤوليته الإنسانية قبل القانونية، الضخ الإعلامي العالمي في التحريض على المسلمين بعد حادثة شارل ايدو البشعة التي ارتكبها مسلمون ضد فرنسيين عزل لم تغير نهج الشعب الفرنسي قبل الحكومة ضد المسلمين ولم تغير من سياسة فرنسا ضد المهاجرين حيث حافظت فرنسا على موقعها الريادي والإنساني كأول وأكبر دولة في أوروبا في منح التأشيرات الإنسانية التي تجاوزت الستة آلاف تأشيرة رغم كل ماينطوي على هذا الأمر من محاذير أمنية لكن الوطن العظيم لا يتخلى عن عظمته وريادته تحت أي ظرف، لا يستغرب من دولة كفرنسا هذا الفكر كونها سبقت حتى الأمم المتحدة في وضع قانون يحافظ على حقوق الإنسان بعد الثورة الفرنسية عام 1789م، في حين أصدرت الأمم المتحدة قانون حقوق الإنسان عام 1948م، ولك أن تتخيل مدى إنسانية دولة تسبق جميع دول العالم بالالتزام بحقوق الإنسان بما يقارب 159 عاما، إنه التاريخ الذي لاتكذب أرقامه وحقائقه، التاريخ الذي دائما ما يثبت بأن الإنسانية هي العامل المشترك والأهم الذي يصنع دولة عظيمة تختصر السنوات لتصبح ذات ريادة وسيادة.