محمد المنيف
يقال إن الهدوء أحيانا مؤشر لقدوم عاصفة ونحن نقول إن ما يشعر به التشكيليون من هدوء في وزارة الثقافة والهيئة العامة للثقافة من المبشرات بالخير، اذا أعادوا واستحضروا ما مر بالفنون التشكيلية من تراجع لا يمكن ان نسميه أو نصفه بالإهمال، كونه الوصف الأقرب للحال التي وصل اليها، فالكثير من الفنون والإبداعات على اختلاف تخصصاتها لا تخلو من مثل هذا التراجع الذي تسبب في ابتعاد الكثير من رموزها، والفن التشكيلي واحد منها حيث غاب الكثير ان لم يكن غالبية التشكيليين عن الساحة، وكاد أن يتوقف من لديهم مواهب وتجارب مشرفة تعد مكملة لمشوار السابقين من مؤسسي الحراك التشكيلي.
هذا الواقع يدفع بالتشكيليين إلى التفاؤل والأمل، وأيضا إلى الصبر والترقب بأن يعاد تنظيم هذا الفن وإعادته إلى مساره الصحيح الذي تحدث عنه بعض الأقلام الغيورة عليه أشار بعضها إلى الأخطاء والقصور، وأضفوا وأضافوا الحلول لعل وعسى أن تجد أصواتهم القبول وليس رجعا للصدى..
إن الهدوء الذي يمر بالوزارة هدوء محمود يتيح لها تجميع ولم شمل الثقافة على مستوى الوطن، وهي مهمة ليست سهلة؛ فالثقافة سلاح لا يقل عن أي سلاح، كما يقال عنها انها السلاح الناعم، وهي الوجه الحقيقي لناتج ما يتحقق للأوطان من تطور حضاري تدعمه الثقافة وتنشره وتؤكد دورها في ذلك التطور، فهي الأقرب إلى وجدان البشر وعقولهم مهما برزت مظاهر البناء وإنشاء البنية التحتية من مشاريع خدمية، فإن لم يوازيها حراك ثقافي بكل فروعه أدبا وفنونا، فلن يتحقق رقي للإنسان، فالثقافة هي المكمل للتعليم والمؤطر لكل جديد حضاري.
والتفاؤل هنا خصوصا بين التشكيليين يعود لثقتهم في وزير الثقافة، سمو الأمير بدر آل فرحان الذي يقدر الابداع وله اهتمامات سابقة به بكل تفاصيل الابداعات، مطلع على مستوى عال من المعرفة بالثقافة والفنون العالمية، منتظرين ما سيحظى به من معرفة للواقع المحلي لهذا الفن الذي نتوقع أن يختار لدراسته وفحصه وتمحيصه من أصحاب الخبرات والتجارب من الوطنيين لوضع الحلول لإعادة تأهيل رافد من روافد الثقافة رقراقا يصب في النهر الثقافي ليشارك بقية الروافد في بناء حضارة الوطن والمنافسة به عالميا.