علي الصحن
الخلافات في القضايا الرياضية لن تنته. مادام هناك ميول وعواطف سيكون هناك اختلاف، ويزيد الأمر سوءاً حينما يحقن التعصب في أوردة الاختلاف، وينتقل الأمر من مجرد اختلافات في الرأي يمكن أن يؤخذ ويرد، إلى رأي أحادي وتسطيح للمعلومة وتسفيه للآخر وانحدار في مستوى النقاش بشكل ممقوت مرفوض.
في وسائل التواصل الاجتماعي يتبارز الناشطون في تقديم مقاطع مختلفة لمنتسبين (مفترضين) للإعلام الرياضي، وهي مقاطع مقتبسة من برامج مختلفة، وفي تلك المقاطع قد تشاهد وتسمع أسوأ صورة ممكنة للإعلام الرياضي، مقاطع تنقل للمشاهد اسوأ ما يمكن عن لغة الحوار وآدابه وفنونه، هنا لا أعمم، ولكن أقول إن ذلك هو الغالب الأعم، وبعضها من إعلاميين (فرضا) كبار (سناً) يفترض أن يكونوا قدوة لغيرهم، أو هكذا نحسبهم.
انتهى المونديال، وقبل ذلك بأسبوعين انتهت مشاركة المنتخب السعودي فيه، ولم نسمع طوال الفترة السابقة إلا نزراً يسيراً لتحليل ما يحدث في روسيا وكيف نستفيد من تجارب الآخرين في سبيل تحقيق أهداف المستقبل، لم نشاهد من يتحدث عن مشاركة الأخضر بعمق ورؤية بعيدة المدى، ومن يضع ألوان ناديه جانباً ويتحدث بحياد ويروي مشاهداته بمنطق يقنع به الناس.
جل ما نشاهده في المقاطع المنقولة هو خلافات تجاوزها الزمن وأراء لم تعد مقبولة عند معظم المتابعين، وانطباعات متعصبين لا تقدم وقد تؤخر!!
حوار فريقنا وفريقكم ولاعبنا ولاعبكم ومدربنا ومدربكم، حوارات مملة يلوكها بعض الضيوف الحصريين، - وبمباركة من معدين ومذيعين غير مؤهلين للأسف - كل مساء، ومن الغريب أن بعض القنوات ما زالت تعتقد أن لمثل هذه الآراء قيمة، أو أنها وصلت لمرحلة يصعب عليها تجاوزها ومتحدثين لا تستطيع استبدالهم!!
هنا لا اتحدث عن ميول واحد ولا لون واحد، فلكل ميول من يتحدث عنه بهذه الطريقة، ولكل لون من ينوب عنه في تلك البرامج.
ما يؤسف له أن يمارس البعض الكذب بكل صوره من أجل تعزيز رأيه وإقناع الناس به، وأن يقلب البعض الحديث والرأي حتى يصل لهدفه، وأن يختلف رأي ضيف بين برنامج وآخر حسب توجه القائمين عليه!!
وما يؤسف له أن يتبارز البعض بالألوان حتى يظهروا اسوأ ما في الرجال، فيسيئون لأطراف غير موجودة، أو يزورون عبارات عن أشخاص غابوا عن هذه الفانية، أو يستعرضون بطولاتهم مع التعصب في الزمن الماضي.
وما يؤسف له أن صفة إعلامي رياضي أصبحت صفة لكل من ظهر في برنامج.. فمدرب سابق يقدمونه كإعلامي رياضي، ورئيس نادي سابق وإداري ولاعب معتزل ومدلك ومغرد في تويتر، كلهم إعلاميون رياضيون، مع أن بعضهم لم ينشر مقالاً أو يحرر خبراً أو يكتب في يوم رأياً، ولو فتشت عن مسيرتهم أو سيرتهم مع الإعلام فلن تجد شيئاً، ولكن بعض أهل الإعلام يمنحون صفته لمن لايستحق، ويسيئون له ويقللون من قيمته وهم يعلمون أو لا يعلمون!!
المؤمل في الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي الذي يقوده الرجل المهني المتفق عليه د. رجاء الله السلمي، والذي يجد كل الدعم من معالي رئيس هيئة الرياضة المستشار تركي آل الشيخ، أن يتدخل لإعادة هيبة الإعلام الرياضي، وفرز الإعلامي الحقيقي عن غيره، فليس كل من شارك في برنامج صار إعلامياً، وليس كل من تحدث منتسبا للإعلام المهني الحقيقي. وما يضير أحدهم لو ظهر وقُدِمَ على أنه لاعب أو مدرب أو إداري سابق؟؟ وهل هناك ما يقلل منه لو عرّف بنفسه بحسب مهنته؟.
أعود إلى حيث بدأت.. وأقول: الخلافات أمر طبيعي، لكن بيد المختصين أن يحددوا من هم المختلفين وكيف يستفاد من خلافهم ومنحه قيمة، عوضاً عن جل ما نشاهده اليوم من مقاطع لا قيمة لها ولا فائدة ترجى منها، وفي الغالب يكون ضرها أكثر من نفعها.