نوف بنت عبدالله الحسين
تمر في حياتنا زوبعة من حين لآخر.. تعلّمنا الدروس.. وتزيدنا خبرة.. وتملؤنا بالتجارب.. وقد نواجه مشكلة في التعامل مع هذه الزوبعة ونتساءل عن النتيجة ونحن في خضمها.. وقد نجد أن الأمر قد يفوق طاقتنا دون أن ندرك أن هذه الزوبعة لم تحدث إلا لأننا نستطيع حتماً مواجهتها ومعايشتها.
نعيش التجارب والاختبارات، وتصادفنا المفاجآت تلو المفاجآت.. ولا تكتفِ الحياة من جعلك تسقط وتنهض.. وفي كل مرة تسقط.. تنهض أقوى إن رغبت..
لا تكن ضعيفاً في مواجهة معاناتك.. بل استعرض كل الإمكانيات التي تجعلك تتجاوزها.. أؤمن بقدرتك.. وواجه الأمر بشجاعة.. لا بأس وإن شعرت بالتعب والخذلان.. لا بأس إن واجهت خيبات الأمل.. كل ما هنالك دروس تتلقاها.. فإما أن تكون أقوى.. وإما أن تكون الخاسر الأكبر في انزوائك..
تلك الزوبعة مهما طالت.. لا بد من أن تتوقف.. ولا بد أن تقف من جديد...
لذا.. امضِ بداخلها.. تعلم من خلالها.. وكافحها بكل ما أوتيت.. حينها ستغادرك.. وكأن شيئاً لم يكن..
اطرق أبواب الرحمة من صلاة وتسبيح ودعاء وسكينة.. واجعلها رحلة لاكتشاف ضعفك وتغذيته روحانياً.. تقّوى بإيمانك.. تذكّر بأن ما أصابك لم يكن ليخطئك.. واقتحم لحظات الفرح عندما تتواجد حولك.. استشعر النّعم التي تملكها ولا تستصغرها.. عد إلى ذاتك.. وتمعّن في صفائك.. لا تلّوثك المواقف مهما كانت.. بل ابقَ شامخاً.. فإن اخطأت فتلك فرصة التعلّم لتصحح مسارك وتعيد نهجك وتعتذر عن الخطأ بتصيحيه.. وإن لم تخطئ فتلك فرصة أسمى في التجاوز عمن أساء، وقد تكون ابتلاء واختبارًا.. ودعوة للصبر في كل الحالات..
نحن نكتشف قدراتنا الحقيقية عندما نكون داخل الزوبعات.. فشكراً لزوبعة تقوينا.. وتباً لزوبعة تهدم.. فلتبن من داخل الزوبعة روحاً جديدة قادرة حتى تتصدى للزوبعات القادمة.. وكن مستعداً.. وثق بأن الله دوماً معك.