م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. العدواني هو كل من يجد متعة في إلحاق الأذى بالآخرين.. سواء جسدياً أو نفسياً، بيده أو بلسانه أو بتصرفاته.. لذلك العدواني مهاب مكروه معزول يعيش حياة الوحدة.. وحتى يبرر ذلك الإقصاء الجماعي له من قبل المحيطين به فهو يراه استقلالاً وانعزالاً إرادياً.. لأنه يرى نفسه فوق الجميع ويريد أن ينأى بنفسه عمَّن يحتقرهم.
2. العدواني جاف الطباع غليظ في التعامل.. ليس لديه رحمة ولا رأفة ولا تقدير للأمور.. يمارس الشدة والخشونة والقسوة ضد الآخرين وكأنها أمر اعتيادي.. وهو في قسوته وعدوانيته لا يفرق بين بعيد أو قريب.. فهو عدائي بالفطرة ولا يملك حيال ذلك شيئاً.. فمشاعره غائبة وسلوكياته منزوعة الرحمة والحنان.
3. العدواني في علاقاته مع الناس يناكف.. وفي تواصله مع من يقابلهم يستخدم أسلوب التهديد ويميل إلى العنف في كل ممارساته.. كما يتلذذ بإهانة الآخرين والسخرية منهم.. ويجد متعة في التلاعب بمشاعرهم وممارسة العنف معهم.
4. العدواني في عمله بالغ الصرامة والشدة.. فهو لا يكافئ المجتهد وإنما يعاقب بأقصى ما يمكن أن يُعاقَب به مخطئ.. وهو لا يوجه إلا بالتهديد ولا يأمر إلا بالوعيد.. ويميل إلى إكراه الآخرين على القيام بما يراه.. وهو مولع بالخصام والعناد والتحدي.. وإذا ثأر لنفسه فهو يتجاوز حدود المعقول إلى اللامعقول.. لذلك فانتقامه مؤلم موجع.
5. العدواني متسلط محب للتملك.. لا يبحث عن الحب بل يبحث عن الاحترام حتى لو اقترف في سبيل ذلك جناية.. كما أنه لا يرى للآخرين حقوقاً ولا فضلاً عليه.. ولديه جرأة زائدة عن الحد في انتقاد الآخرين.. يتطرف في إبداء مشاعر الاستياء أو الغضب من الغير على أقل وأتفه الأمور.. ونظراً لمحاولة المحيطين به تلافي المواجهة معه أو نقاشه فهو يتربى على الاعتداد برأيه وقدراته.. والوقوف عند قوله.. ويفخر بعدم مرونته ومقدار عناده.. ولديه قدرة على إطالة النظر إلى الآخرين وتوجيه نظرات مستفزة تُشْعر الآخر بأنه تحت تهديد.. كما يتصف بعلو الصوت وحِدَّة العبارات.
6. العدواني ينتشي بانصياع الآخرين إليه والتذلل له والخضوع لرغباته.. وأن كلامه لا يُرد ولا يُناقش.. وأن الجميع يهابونه ويخشون غضبه.. ويرى في الحوار نزعاً للمهابة ونقصاً للرجولة.. كما يرى في التراجع عن قراراته أو الليونة في تعاملاته أو المرونة في علاقاته أمراً يخل بشخصيته ويفقده احترام الآخرين له.