د.دلال بنت مخلد الحربي
من الظواهر التي شهدناه في الآونة الأخيرة من اهتمام بالجوانب الإعلامية على حساب الجانب العلمي والتخصصي إذ ركز على إعلاميات أو مشهورات في وسائل التواصل الاجتماعي للحديث عن قضايا لا تتناسب ونشاطهن، ومن ثم يؤخذ الحوار جانباً لا صلة واقعية له بالموضوع الذي تتناوله الشخصية.
وهنا يأتي السؤال:
ما الذي يدفع إلى الاستعانة بهؤلاء الشخصيات مع التقدير لهن في أمور هي أكبر من أن تناقش من خلالهن، باعتبار أن خبرتهم لا ترقى إلى تقديم رؤية مفيدة في هذا المجال، كما أن وضعهن لا يسمح بالأخذ عنهن أو إعطاء اي اعتبار لآرائهن، فهل المقصود هنا الدعاية والإعلام للجهة التي تستخدم هذا الأسلوب، أو هو نوع من إعطاء صورة أن المرأة أصبح لها وجودها في كل مكان.
والمؤكد أن جانب الاستفادة من ناتج ما يقدم من خلالهن لا يعتد به كما أشرت، ومن ثم يبدو أن الجانب الإعلامي هو المقصود.
أن مثل هذا الطريق لا يبني ولا يسهم في تطوير تعليمي أو تربوي أو اقتصادي بقدر ما يسهم في تشتيت الأذهان وإغراقها في أمور لا تتعلق أصلاً بالجانب المطروح.
على الجهات الخاصة التعليمية أن تتوخى الحذر، فالتعليم ليس بالمجال الذي يعبث فيه، وليس هو بالمكان الذي يستخدم لإبراز الشخصيات أو البروز على حساب شخصيات إعلامية.
الأمم التي تسبقنا كثيراً في مجال التعليم على سبيل المثال عند المتابعة الدقيقة لا نجدها تلجأ إلى مثل هذه الوسائل بالاستعانة بإعلامية أو شخصية لا علاقة لها بالموضوع لطرح مبادرة أو فكرة أو مناقشة مسألة ذات أبعاد حساسة في الشأن التعليمي، وقد بنيت الأمم المتطورة تعليمها على خبرات عميقة وعلى رؤى متمرسين خاضوا الجانب التعليمي وعملوا فيه بعمق وأسهموا فيه بالنظريات، ومن ثم استطاعوا أن يقدموا ما يفيد المسار التعليمي خاصة على المستوى الجامعي.
أكرر علينا أن نتوخى الحذر في هذه الجوانب فللشخصية الإعلامية مجالات أخرى يلجأ إليها، ولكن ليس على حساب الجانب التعليمي التخصصي.