«الجزيرة» - علي سالم:
كشف عدد مشايخ قبائل صعدة عن حقائق أفعال الحوثي في أبناء اليمن، وعن أساليبهم في تنفيذ تلك الأفعال، كما أكدوا خلال لقاء مع الجزيرة عن وجود عدد من الخبراء أصحاب الخطط والتوجيه للحوثي، كاشفين عن جنسيات أولئك الخبراء.
كما بين شيوخ القبائل عن وسائل الدخل والدعم التي يعتمد عليها الحوثي في تسيير أمورهم في اليمن، إضافة إلى كشفهم عن الدور الذي تلعبه قطر في اليمن وسبل دعمها للحوثي، معبرين في الوقت ذاته عن صدمتهم بنتائج جهود الأمم المتحدة ومبعوثيها في اليمن، مؤكدين أن أولئك المبعوثين أتوا لأجل ترسيخ وجود الحوثي سياسياً وعسكرياً وشرعنة أفعاله.
حيث وصف الشيخ فهد الشرفي أحد مشايخ قبائل محافظة صعدة ومستشار وزير الإعلام اليمني التهديدات الأخيرة التي أطلقتها ميليشيات إيران في المنطقة هي عبارة عن محاولة إنقاذ للحوثية وليست من مركز قوة، ونحن نعلم منذ اليوم الأول بوجودهم ولكنهم انهزموا أمام صلابة الشعب اليمني والمقاومة ورجال الجيش وأمام جهود التحالف الذي أغلق الأجواء وأغلق البحار وحافظ على اليمن. مؤكداً أنه أثناء المفاوضات التي كانت تعقد مع ميليشيات الحوثي على متن طائرات الأمم المتحدة يوجد ما يقارب 25 إلى 30 شخصاً من الخبراء الإيرانيين ويلبسون الزي اليمني وبعلم من الأمم المتحدة.
كما تمنى من كل سياسي موجود في هذا العالم أن يعيد دراسة المصالحات والمبادرات التي وقعتها جماعة الحوثي مع أي طرف آخر، والتي كان آخرها مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي تم قتله أمام مرأى ومسمع العالم، حيث إن هذا هو المصير النهائي لمن ينتظر الخير والسلم من الحوثيين.
أما عن أبرز الداعمين للحوثيين.. فأكد الشيخ الشرفي أن إيران هي الداعم الرئيسي والأول بالإضافة إلى الجماعات الشيعية في العالم وهذا هو الداعم الواضح والصريح أما عن الداعم الخفي فهي قطر حيث تقدم الدعم المادي والاستخباراتي للحوثي من خلال تسريب خطط التحالف والشرعية، وعن تدريب الحوثيين فاليمن مليئة بالخبراء الإيرانيين ولديهم تعاون فني كبير في اليمن مع الحوثيين وهم من يوجه ويدير مقاتلي الحوثي فمن يرسم سياسية الحرب هم الخبراء الأجانب وليسوا الحوثيين فالحوثيون هم أداة تنفيذ فقط، والدعم المادي الذي يحظى به الحوثي لتنفيذ أهداف الإيرانيين يأتي من أموال العراق ونفطه فعائدات النفط العراقي لا تعود لأبناء الشعب العراقي وإنما تتجه لجيوب الميليشيات (فناقلات النفط العراقية والإيرانية تباع في اليمن وثمنها يدخل لجيوب الحوثيين).
كما تحدث الشيخ عبد الخالق بشر - رئيس المجلس الأعلى لأبناء صعدة عن سيطرة الحوثي في صعدة بشكل خاص واليمن بشكل عام مؤكداً أنه مسيطر على أجزاء من المناطق في المحافظات الشمالية، وتعتبر صعدة أكثر المحافظات صعوبة بالنسبة للحوثي لكونها تقع وتستحوذ على أطول حدود مع السعودية، بالإضافة إلى تأكد الحوثي من تعاون أبناء صعدة مع الجيش الوطني، إلى جانب سيطرة أبناء صعدة على أربعة محاور رئيسية أهم تلك المحاور هو (المنطقة الحدودية من منطقة الملاحيط غرباً إلى البقع شرقاً) وهي تقارب الـ200 كيلومتر، ومما يعزز تلك السيطرة لأبناء صعدة أن الجيش اليمني أيضاً مسيطر على المناطق المجاورة لتلك المنطقة، لذلك فنلاحظ أن الحوثي دائماً ما يفجر غضبه على أبناء صعدة خوفاً أن يكون هنالك تعاون من الداخل مع القوات الشرعية بالإضافة إلى ذلك فكل ما زاد في فرض حصاره على المواطنين كل ما ضاق أبناء تلك القبائل وعندما يقترب المتنفس لأبناء تلك القبائل حيث سيهبون هبة رجل واحد.
وفيما يتعلق بالقبائل وتوحيدها فقد أكد الشيخ عبد الخالق أنها الآن قد اجتمعت وأصبحت يداً واحدة، بعد أن كانت ممزقة بسبب أفعال الحوثي حيث شُتت مشايخ القبائل في السابق وفُجرت منازلهم وصودرت ممتلكاتهم وسجن بعضهم لاخضاعهم للطاعة العمياء.. والآن فأي منطقة يصلها الجيش الوطني يهب أبناؤها إلى المساندة وطرد الحوثي ومحاربته والالتحاق بالجيش واستكمال التحرير.
وعن الداعم الرئيسي للحوثيين فقد أكد الشيخ بشر أن الداعم هي إيران، كما تم رصد عدد من الخبراء الأجانب ومنهم من تم رؤيته أو اعتقل أو قتل وتعود جنسياتهم إما هم إيرانيون أو عراقيون أو لبنانيون والدليل على ذلك تم أسر مجموعة على (سفينتي جيهان1 و2)، كما أنه تم قتل 6 من الخبراء اللبنانيين حيث يعتبرون هم من يحتل المركز الأول في الخبرات ثم يأتي بعد ذلك الإيرانيون، غير ذلك فإنه يتم إرسال المئات من الشباب لتلقي التدريبات داخل الأراضي الإيرانية أو العراقية أو اللبنانية.
وعن الوجود والدعم القطري فذكر الشيخ عبد الخالق أن قطر توجد من خلال اللجان القطرية سابقاً ومارست دوراً سلبياً مع أبناء القبائل في محافظة صعدة وشيوخها، إضافة إلى أن قطر تقدم تسهيلات ودعماً مالياً للميليشيات الحوثية سواءً في الفترة الراهنة أو مع بداية التحالف، وأضاف «كنا نأمل من خلال وجودها مع قوات التحالف أن تكفر عن أفعالها السابقة وكنا نظن أن العروبة والإسلام لدى قطر سيجعل منها حضن الاخوة لكن الكل يرى الآن الإعلام القطري يهاجمنا وبعداوة شديدة وتفاجأنا بأن المنابر الإعلامية القطرية أصبحت بوقاً للحوثيين.
وفيما يتعلق بالمجتمع الدولي وجهوده فقد أكد الشيخ بشر أنه لم يعد يحمل الأمل في إيجاد الحل من خلال مبعوثي الأمم المتحدة فجهودهم أتت لتشرعن أفعال الحوثي بحق الشعب اليمني، وتسعى إلى إبقائه كقوة سياسية وعسكرية في أرض الواقع وتوجب التحاور معه والاعتراف به سواءً عبر مندوبيها السابقين أو الحاليين، وأعمال المبعوث الحالي هي أكبر دليل على ذلك حيث يسعى إلى إيقاف جهود قوات التحالف والقوات الشرعية في تحرير محافظة الحديدة.
كما قدم الشيخ عبد الخالق شكره باسمه واسم كل شيوخ وأبناء اليمن للحكومة السعودية على تلبية نداء الرئيس اليمني عبد ربه منصور لنجدة اليمنيين، حيث تبنت المملكة إيجاد قوات التحالف وقيادتها لنصرة اليمنيين وحمايتهم فدماء السعوديين وأفراد قوات التحالف اختلطت بدماء اليمنيين لتضحياتهم لنصرة أشقائهم، لذا فنحن نطالب المجتمع الدولي وبقية المجتمع اليمني ممن غرر بهم إلى العودة إلى طريق الصواب وطرد الحوثي وإعادة الأمن للبلاد.