أمل بنت فهد
وجود علاقة متينة في حياتك مع أحدهم، ضرورة وليست ترفًا، مهما حاول المجروحين إيهامك بأن وجود المخلص، والصديق الوفي عملة نادرة، أو مستحيلة، فإنهم يتحدثون من واقع تجاربهم التي لم تقاوم أبسط التحديات، بل كان اختيارهم للنهاية أسرع، ومهما كانت أسبابهم، فإنك مختلف عنهم، وتحتاج أن تهتم لأمر أحدهم، ويهتم هو لأمرك.
وبالطبع ستقابل في مشوارك مع العلاقات الخائن، والرفيق الذي لا يناسبك، وقطعاً ستقابل من يستحق أن تبني معه روابط قوية، وعميقة.
والملاحظ في كثير من العلاقات المضطربة، أن كلا الطرفين يشتكون، ويفضفضون لأطراف أخرى، يناقشون تكهنات، ويشرحون أسبابهم، وغضبهم، وحزنهم، وافتقادهم، للآخرين، بينما صاحب الشأن لا يدري، والذي حدث مجرد صمت طويل، وقطيعة بدأت وكبرت، دون محاولة جادة لوضع حد لذاك الألم.
وتظهر مشكلة ولدت من الفراغ، وتكبر لأن من بيدهم الحل لم يأخذوا فرصتهم للحديث عنها، لذا تبرد العلاقة، وتموت في مقبرة السكوت!
فإن أردت حماية علاقاتك تعلم كيف تحميها من الصمت، اشرح للشريك حاجتك، ووضح له ماذا يزعجك منه، قد يكون لا يعلم شيئاً، وقد يظن أن ما يقدمه يكفيك، وقد تتعرف على جانب خفي منه، وقد تبدأ العلاقة بفجر جديد، فالمكاشفة المبنية على المحبة تكفيك غالباً من فقد أحدهم.
ابتعد قدر ما تستطيع عن الاحتياجات العائمة والمعممة، كأن تقول: أريدك أن تهتم بي، لأن الاهتمام سلوك يختلف من إنسان لآخر، وكل شخص له مفهومه الخاص عن الاهتمام، وهنا تتضح مسؤوليتك في معرفة كيف يكون الاهتمام الذي تريده ويشبعك، كن واضحاً لأنك إذا تركتها عائمة فإن الطرف الثاني سيقدم الاهتمام كما يعتقد، وليس حسب حاجتك أنت.
تحتاج أن تعرف نفسك جيداً، لتشرح ماذا تريد، وكيف تريد أن يكون، لأن الإجابات العائمة تزيد من التيه في العلاقات.
واعرف أن قبول الآخر، يعني تقبله جملة دون تفصيل، بمعنى يدخل حياتك بما يعجبك ولا يعجبك، مثلك تماماً، فأنت لست مفصلاً على هواه، وهو مثلك، ولهذا السبب تتنوع العلاقات، فلا يمكن لشخص واحد أن يمنحك كل شيء تريده، صعب جداً أن تجد كل ما تحتاجه في مكان واحد، وفي شخص واحد.
لذا فإن التنوع مهارة لتوسع دائرة علاقاتك، وليس مهمة البحث عن المستحيل، فعالم العلاقات بحار ومحيطات، وليس بحيرة راكدة.