خالد بن حمد المالك
لا أدعي أنني كنت على صلة قريبة بالمرحوم محمد العبدالله العساف، فلا أعمارنا متقاربة، ولا مقر إقامتنا هي نفسها، كما أن معرفتي به جاءت بعد أن اصبح وكيلاً لمحافظ محافظة الرس، ثم اقتربنا أكثر بعد أن أصبح محافظاً لمحافظة الرس، وهو الموقع الوظيفي الذي كان يتبوأه إلى أن مات رحمه الله.
* *
وحين بلغني خبر مرضه قبل أكثر من سنتين كنت من بين من زاره في المستشفى الجامعي بالرياض، وهنا وجدت أن الفقيد يحيط به عدد من المحبين، هذا آتٍ وهذا مغادر، وهو بلطفه ودماثة خلقه عزز عندي ذلك الانطباع الذي كان يتحدث به الآخرون على أنه الرجل المناسب في الموقع الوظيفي المناسب.
* *
تكررت الاتصالات الهاتفية بيننا، وكان فيها هو المبادر في أغلب الأحيان، وكانت محافظة الرس هي همه الكبير، حيث سعى إلى تحسين الخدمات فيها بدعم من أمير المنطقة الأمير فيصل بن مشعل بن سعود الذي زاره في مستشفى الرس قبل أيام للاطمئنان على صحته قبل أن يغادر إلى ألمانيا وينتقل إلى رحمة الله هناك.
* *
من بين اتصالاته بي التي أقدرها عالياً، حين طلب مني الموافقة على تكريمي بجائزة الرس، حتى يرفع ذلك إلى سمو أمير المنطقة للموافقة على ذلك العام الماضي، وهو ما تم، حيث طلب مني خارج برنامج الحفل أن ألقي كلمة بعد تسلم الجائزة من سمو الأمير فيصل، وأن تكون عن مطلب الرس (الحلم) وهو إنشاء جامعة الرس، حيث آلاف الطلاب والطالبات الذين يتلقون تعليمهم الجامعي خارج المحافظة، وبعضهم في عدد من الكليات في المحافظة نفسها التي تشكل عند تجميعها إمكانية إطلاق مولد الجامعة المنتظرة.
* *
من المؤكد أن هناك تقديراً من أهالي محافظة الرس للمحافظ محمد العساف، فقد كان يتصرف في إدارة عمله بالمحافظة بما حبب به المواطنون، فقدروا له حسن تعامله، وجديته في العمل، وحرصه على تحقيق الخدمات لهم، فكان تجاوبهم معه، واستجابتهم، لما كان يطرحه من أفكار ومقترحات لصالح المحافظة وسكانها، الأمر الذي ما كان ليتم لو لم يكن محمد العساف بهذه الروح والحكمة في تعامله مع المواطنين.
* *
أشعر أن وفاة محافظ الرس بعد معاناته مع المرض على مدى سنوات يمثل خسارة للرس، فقد كان جاداً وحريصاً على أداء عمله بأفضل صورة، كما كان محبوباً من المواطنين، ما ساعد على التوافق بينه وبين أجهزة الدولة في تقديم الخدمة المناسبة للناس، ورفع كفاءة الإنجاز في كل متطلباتهم بما يجعل أمام المحافظ القادم الكثير من العمل لاستكمال ما كان يحلم المحافظ الفقيد بتحقيقه لولا أن الأجل سبق ذلك.
* *
كل التعازي القلبية لأسرة الفقيد من إخوان وأبناء وبنات وزوجة، ولكل أسرة العساف، ولجميع محبي محمد العبدالله العساف، سائلاً الله أن يتغمده بواسع رحمته ورضوانه، وأن يكون مسكنه في جنات النعيم، وعظم الله أجر الجميع في وفاة من كان محبوباً لدى عارفيه ومحبيه وأسرته.