سعد الدوسري
منذُ غازي القصيبي -رحمه الله- لم نشهدْ وزيراً على علاقة مباشرة مع ساحة العمل. لقد كان مهموماً بالتوطين، وكأن ابنه سهيل، هو العاطل الوحيد. كان مكتبه في الميدان؛ في المصانع والمطاعم والمجمعات التجارية. كان يحاضر في كل مناسبة ذات علاقة بالتوطين، مهاجماً بعض رجال الأعمال المنافقين، ويكتب مقالاته اللاذعة في الصحف والمجلات، يسخر بمن يلمح لمغادرة البلاد. كان وزارةً بأكملها؛ الوزير والوكيل والمدير العام والمتحدث الرسمي والمراقب الميداني.
لن نكون إلى هذه الدرجة من الطمع، لنطالب بأن تتكرر هذه الظاهرة، لكننا على الأقل، نتمنى من المهندس أحمد الراجحي، أن يفاجئ المنشآت الاقتصادية المهمة بزيارات ميدانية. نريده أن يرى، لا أن يسمع أو يقرأ، إلى أيِّ حدٍّ نحن في مأزق مع التوطين، وإلى أيِّ حدٍّ، يمسك الأجانبُ وأقاربهم وأصدقاؤهم، زمامَ القرار فيها. شركات المنتجات الغذائية، هي الأعلى ربحاً، لكنك حين تدخلها، تجد شبابنا في البوابات الخارجية فقط!