عبده الأسمري
مثل ضمير المواطن وامتثل لنداء الوطن.. عانق منصبًا جديدًا.. وسابق دربًا مديدًا.. خطواته «تاريخًا للمسؤولية» وومضاته «درسًا للتنمية».
من بين صفوف الخبرات وجحافل المبدعين اختير ليكون سفيرًا للنزاهة وخبيرًا للأمانة.. حمل حقيبته الممتلئة بأحكام القضاء وأوامر التمييز ليتجه من بوابة القضاء الشرعي.. نحو «النيابة العامة «ليكون مسؤولها الأول سائرًا في درب لا يقبل القسمة إلا على عدد صحيح.. وهو العدل والمساواة.
إنه النائب العام معالي الدكتور سعود المعجب أحد أبرز مسؤولي المرحلة الجديدة وأبرز الأسماء القضائية في البلاد.
بوجه نبيل تملؤه علامات النبوغ وومضات الحنكة تتقاطر منه وجاهة مكتظة بالعلم والمعرفة والخبرة ترتكز على شخصية هادئة تتوارد منها الحكمة تعتمر بقوة الشكيمة. ومحيا هادئ يميزه وهج التدين تكسوه لحية متوسطة زادته ورعًا وملامح تكسوها معاني الهيبة والطيبة المتكاملة مع صوت جهوري مسجوع بفصل الخطاب ونبل الجواب تغمره عبارات القضاء واعتبارات الأحوال الشخصية ومواثيق الاتزان ووثائق المعرفة، ملأ المعجب قاعات التقاضي وأروقة المحاكم وطاولات التطوير بخبرة سديدة بالعطاء مديدة بالسخاء في عقود من العمل المؤسساتي والمنطلق الوطني توج بتربعه على هرم أقوى سلطة لمحاكمة الفاسدين ومقاضاة المدانين.
في الأفلاج الغنية بإنتاج العلماء والفقهاء نشأ المعجب طفلا في عائلة متدينة توشحت بالوسطية فتكاملت في وجدانه سبل التربية وطرائق الحسنى وتشرب من والده ماهية الأمانة والوفاء وتفاصيل الإحسان والفضيلة وكان يفضي إلى أمه حديث الأحلام نهارًا فيسمعها ليلاً في دعوات تهجد وعبرات وتر ظل مردودها يرافقه طويلا كصفقة دائمة مع تحقيق الأمنيات. فتكاملت في وجدانه مشاهد الدعم الأسري وتعمقت في نفسه مشاهد حيِّهِ «الصغير» التي رسمت في ذهنه مواقف الطيبين وصمود بيوت الطين فتعتقت أنفاسه برائحة واحات النخيل وينابيع المياه التي عمقت في مخيلته الطبيعة كوجها مقارنا للطبع القويم الذي تربى عليه وسار في دربه مستأنسًا بطمأنينة اعتزاز بالقيم وسكينة لم تبرح خاطره نقلته للتفوق وأشبعته باليقين متسلحًا بتربية دينية مفصلا لدربه رداء مميزًا من الأماني، عانق بها المنصات شابا وراشدا ليرسم المسؤولية بخطوط «البراهين» ويكتب السيرة بتواقيع «الثقة».
ظل المعجب مخطوفًا إلى مرابع منازل الأسرة وسنوات العمر الأولى التي قضاها متتبعًا أحاديث الإفتاء وقصص الأثر في مجالس عائلته مراقبًا لتجمعات النبلاء في جامع حيه مشدودًا إلى قصص النابغين من أبناء نجد في سلك القضاء والشريعة فتمثلت في عقله «خارطة التنافس» وامتثلت في قلبه «معالم المستقبل».
بين مزارع الأفلاج الخضراء وبيوتها التراثية العصماء كان المشهد حاضرًا في ذاكرته التي تشبعت بهدايا الجيران والاحتفاء بالإنسان في مرابع قومه الذين كانوا شهود مرحلة ونماذج إنجاز اقتبس منها الخطوات الأولى وتلبس فيها هيئة الانطلاقة المثلى.
درس بكلية الشريعة بالرياض وعمل في عدة مهمات بسلك القضاء وكان خلالها من أبرز القضاة ترأس محكمة الأحوال الشخصية بالرياض وقام بعمل متميز في دراسة وتطوير الإجراءات العدلية في عدد من ملفات القضاء السعودي. وصدر أمر ملكي بتعيينه عضوًا متفرغا في المجلس الأعلى للقضاء وكانت له مشاركاته ودراساته التطويرية في عدة جوانب عدلية وقضائية وفي ملفات تتعلق بتنفيذ الأحكام وغيرها.
وفي يونيو عام 2017 صدر أمر ملكي بتغيير مسمى هيئة التحقيق والادعاء العام إلى «النيابة العامة»، وتعيين المعجب كأول نائب عام.
شارك الشيخ المعجب، ضمن وفود سعودية في اجتماعات عربية وخليجية فيما يخص الجوانب العدلية والقضائية وفي عدد من مشروعات الأنظمة واللوائح، منها مشروع ووثيقة النظام الموحد للإجراءات الجزائية، ومشروع النظام الموحد لأعمال الخبرة أمام المحاكم، ومشروع النظام الموحد لأعمال أعوان السلطة القضائية، ومشروع النظام الموحد لتنفيذ الأحكام القضائية.
سيرة مضيئة سار فيها المعجب كنبراس ابتكار ويقف الآن كمتراس صمود أمام الفساد في مهمة تنقية للتنمية من سوءات الفاسدين وويلات الجرائم المالية والوظيفية.
يقف المواطنون إعجابًا بما قدمه المعجب ذهابًا وإيابًا في ميادين القضاء وأروقة المحاكم ومسالك التحقيق ودروب الادعاء وشؤون النيابة من عناوين العدل وتفاصيل المساواة.
قلم أحمر كتب به سعود المعجب قوائم المتلاعبين والمتورطين والمدانين وآخر أزرق أبرز النزاهة في شفافية دائمة ليكتب القرار مذيلاً بتوقيع أخضر جعل المسؤولية ترتدي جلبابًا فضفاضًا مطرزًا بالحق.