«الجزيرة» - صالحة المجرشي:
أكّدت الأخصائية التربوية فايزه السلمي أن الألعاب الإلكترونية اجتاحت معظم المنازل وازداد عدد مستخدميها، حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية، مما أدى إلى بروز دورها السلبي بوضوح ومضارها التي تهدد حياة الأطفال.
وقالت الدكتورة السلمي لـ«الجزيرة» يجب على الأسرة والمؤسسات التعليمية في المجتمع أن تعمل كمصفاة لانتقاء المناسب منها ومنع الألعاب الإلكترونية الضارة أو غير المناسبة من الوصول لأيدي الأبناء، لحمايتهم، وتوفير أخصائيين نفسيين واجتماعيين لمعاينة السلوكيات التربوية والنفسية التي يمر بها الأطفال المدمنون للألعاب الإلكترونية، فالأطفال المدمنون على هذه الألعاب يتعرضون إلى كثير من العنف الجسدي والنفسي، سواء بالعقاب من قبل الأسرة أو الانتقام من الآخرين، كما أن هناك العديد من الألعاب الجماعية الضخمة عبر الإنترنت التي تؤدي إلى تعارف الأطفال والمراهقين على آخرين من دول وجنسيات مختلفة لهم أهداف استغلال أو إيذاء، إلى جانب أن هذه الألعاب تؤدي إلى توزيع الأدوار في العنف والقتل والاستحواذ على ممتلكات الآخرين.
وشددت السلمي على أهمية دور الأسرة فيما يتعلّق بحصول الأطفال على الهواتف واستعمال الإنترنت، وأنه ينبغي على الأولياء الوعي بالمخاطر المحيطة به الطفل وإدراكها للسيطرة عليها ومعالجتها بشكل أسرع قبل أن تتفاقم و تؤدي إلى نتائج غير مرضية، مشيرة إلى عدة نصائح تساعد في تجنب إخطار تلك الألعاب والسيطرة على أضرارها، وهي: تعليم الأبناء بناء الحصانة النفسية الذاتية، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، ليبتعد عن كل ما هو ضار ومخالف للعادات والتقاليد، التحدث مع الطفل عن الألعاب التي يمارسها والتي يفضلها، والتعرّف على أسباب تعلقه بها، مشاركة الطفل اللعب لتنمية روح الصداقة بداخله، ومراقبته بطريقة غير مباشرة، والسيطرة عليه في أي وقت، تحديد وقت معين ليلعب فيه الطفل، حتى لا يدمن ممارسة الألعاب الإلكترونية، معرفة نوع اللعبة والعمر المناسب لها وكيفية استخدامها كي لا تؤذي الطفل، تفعيل جهاز مراقبة على مواقع الألعاب الإلكترونية، لتتمكني من معرفة نوعية الألعاب التي يفضّلها الطفل ومن ثم التدخل في الوقت المناسب إذا لزم الأمر، تشجيع الطفل على ممارسة الألعاب التي تساعد على تنمية الذكاء أو تحفز على تعليم نشاطات جديدة، دمج الطفل بالألعاب الجماعية وإبعاده عن الألعاب الفردية، ليتكون لديه حب المجتمع والأصدقاء والبعد عن العزلة والاكتئاب، تعويد الطفل منذ الصغر على ممارسة التمارين الرياضية التي تساعد على إخراج الطاقة الكامنة بداخله في شيء مفيد لصحته، بدلاً من إخراجها في لعبة عدوانية، غرس حب القراءة بداخل الطفل، وذلك من خلال قراءة القصص له، أو شراء بعض الكتب التي تجعله يلون الشخصيات أو يكون إحدى شخصيات القصة، حتى لا يقتصر الطفل وقت الترفيه على الألعاب غير المفيدة فقط.