فهد الحوشاني
من الواضح أنهم لم يحتملوا العزلة والظلمة والشك الذي يلازمهم في كل من حولهم، هي ظلمة لم يعد يحتملوها بعد أن سجنوا أنفسهم لسنوات، فخرجوا لايلوون على شيء، لكن حالهم كان مثل المستجير من الرمضاء بالنار! فالظلمة والعزلة كان بديلها الموت بما يشبه الانتحار الجماعي، ماحدث في بريدة قبل أيام يعطي إشارات مهمة إلى أربعة أمور هي كالتالي الأمر الأول: أنه ما يزال تحت رماد نار الإرهاب التي انطفأت بتوفيق من الله ثم بعزيمة ويقظة وتضحيات رجال الداخلية ما يزال هناك فلول قليلة العدد، لم يستطع أفرادها أن يتخلصوا من جرثومة الإرهاب! بالرغم من أنهم رأوا ما آلت إليه الأمور بالنسبة إلى من سبقوهم، فكل من حاول الخروج على المجتمع حاملا سلاحه ومتفجراته مات ميتة رخيصة! فرجال أمننا بالمرصاد لكل عابث بأمن هذا البلد. إنهم أفراد تم تضليلهم فجندوا أنفسهم متعاونين مع قوى خارجية معادية أهدافها سياسية نجحت في استقطابهم تحت غطاء ديني، كل خططهم انهارت وتحطمت أحلامهم وأبى الله إلا أن يتم نوره. وقتل منهم من قتل وأسر البعض ونجحت وزارة الداخلية بمناصحتها ولين ورقي التعامل مع التائبين في رجوع الكثيرين إلى الحق، وتخلى الكثيرون من المؤيدين والمتعاطفين عن أفكارهم وآثروا السلامة وعادوا ليعتصموا بحبل الله ويصطفوا مع إخوانهم المواطنين ضد الإرهاب وشره. الأمر الثاني: أن تلك البقية الباقية خطرة جداً لأنها ما بقيت تحت رماد نار الإرهاب طيلة تلك المدة إلا لأن فيروس الإرهاب قد تمكن منها ولم تستطع الفكاك منه، فهي حالات ميؤس من برئها و(مبرمجة) للخروج على مجتمعها، فهي ترفض هذا المجتمع بكل مؤسساته الدينية والأسرية والاجتماعية ولا سبيل إلى ثنيها عن صناعة وتصدير الموت إلا بالموت، فهي النهاية الحتمية لمن تغلغل فيروس الإرهاب في عقولهم وحملوا سلاحهم يطلقون النار على من يقف أمام طريقهم! الأمر الثالث: إن بقاءها طيلة هذه المدة دون تنفيذ أية جريمة إرهابية، كان نتيجة تضييق الخناق عليها وعلى تحركاتها من قبل رجال الأمن ووعي المواطنين، وهذا ما جعلها تخرج من أوكارها لتكون صيداً سهلاً، بعد انقطاع المدد المادي والفكري لهذه الفلول وبعد القضاء على من يمدون هذه الجماعات بالمال ومن يفتون لهم بقتل الآمنين حتى أقرب الناس لهم، فرموز الجماعة قد قتلوا أو آثروا الانسحاب من ساحة الإرهاب وبقي أولئك المغرر بهم ينتظرون مصيرهم المحتوم. الأمر الرابع: هو أن رجالوزارة الداخلية ما تزال نجاحاتهم تتوالى في التصدي لهذه الفئة، حفظ الله بلادنا من كيد الأعداء وأتم نعمته علينا بالأمن والرخاء.