صيغة الشمري
لا شك أن الكثير ممن أصبحوا مشاهير أو أغنياء في الوطن العربي عبر بوابة الدين والتنفذ من خلاله كانوا يعرفون تمام المعرفة بأنه أسهل الطرق التي تكون خارج التدقيق أو المحاسبة، غير ذلك لا يجدون من يحاسبهم عن الأخطاء الكارثية التي يرتكبونها بحق المجتمعات والتي تصل لحد إزهاق الأنفس عبر فتاوى تدفع بمراهقين محتقنين لقتل أنفسهم البريئة في مناطق قتال لا ناقة لهم ولا جمل فيها، الخطأ الذي يرتكبه الطبيب بقتل إنسان يحاسب عليه ويخرجه بشكل نهائي من ممارسة عمله ويمنعه من قتل مريض آخر، ولكن الخطأ الذي يرتكبه رجل دين في فتوى ذات اختلاف وأسانيدها ضعيفة أو موضوعه لتنتشر وتسمم أفكار الآلاف من المتحمسين لدينهم عن جهل وحسن نية دون محاسبة لمن قام بارتكابها، وإن غلبت الروم ولم يوجد لها مخرج أو تبرير وثبت جرمها وكارثيتها يتم حلها ببساطة متناهية عن طريق اعتذار رجل الدين عنها ليعود أكثر احترافية وتمكنا في تمرير فتاوى أخرى أكثر تدميراً دون أدنى مسؤولية طالما باب الاعتذار مفتوح على مصراعيه في مجتمع يتمتع بطيبة متناهية ورحابة صدر، رغم أن الاعتذار يصبح بلا جدوى عندما يذهب وقته المناسب ويعتبر نوعًا من المهادنة لتخفيف وطأة الهزيمة والإحراج بعد أن تتكشف كل الحقائق ويصبح الخطأ ثابتاً والهزيمة محققة، ليس كل اعتذار شجاعة، وليس كل اعتذار يجب علينا قبوله كون الكثير من الأخطاء ليس لها عذر وبالذات عندما تتكرر لعشرات المرات، الذي حصل من أحد رجال الدنيا واعتذاره عن خرافة دينية وعذره بأنه سمعها من شيخ سابق توفي، هذا الأمر يحصل بكثرة في تمرير الخرافات وبعض الفتاوى غير المقبولة استناداً على الخلافات بين قول قوي وضعيف وتقديم بعض النصوص على بعضها حسب هوى النفس دون التزام بشروط الدين الحقيقية في تقنين الفتاوى، هؤلاء من المنبرين للفتاوى الذين حذرنا منهم ديننا الحنيف بدأوا ينكشفون وبدأت تضيق عليهم الأماكن التي تمنحهم منابرها نظراً لإنفتاح وتدفق المعلومات عبر الشبكة العنكبوتية لعلماء آخرين وثقات جعلوا أمام المسلم الكثير من المصادر التي تحميه من تلاعب المغرضين بعقله أو استغلال ايدلوجيته ومحبته للدين!