سعد بن عبدالقادر القويعي
لم يكن هجوم قائد المقاومة الوطنية في اليمن -العميد- طارق محمد صالح على زعيم ميلشيات حزب الله حسن نصر الله، وأنه: «يتنقل من بلد لآخر؛ لنشر الفتنة الطائفية»، سوى تأكيد على دور الفصيل المسلح الإرهابي في لبنان، ودعمه، وتمويله للحركات التخريبية، والتي تسعى للعبث بالأمن القومي العربي، -وفي مقدمتها- الدعم الذي يقدمه حزب الله للمتمردين الحوثيين في اليمن، وخلق حالة من الاضطراب، وعدم الاستقرار داخل دول المنطقة، والدفع بالإقليم نحو صراع يهدد أمن، واستقرار الدول، ويؤثر على الأمن، والسلم -الدوليين-.
في إطار سعيها لإنجاح مخططها الرامي إلى توظيف كل الأوراق، والتي تمكنها من بسط نفوذها على اليمن، فإن حرب الوكالة الذي يمارسه حزب الله اللبناني؛ خدمة للمرشد الإيراني الأعلى، والترويج لفكر، وأجندة طهران بالمنطقة، جاء لتمرير جرائمه بحق أبناء الشعوب العربية؛ خدمة للمشروع الإيراني، وذلك في جوانبها - العسكرية والإستراتيجية والعقائدية -. وعلى أمل إحياء الإرث الإمبراطوري الفارسي، وذلك من خلال تحويل الحركة الحوثية اليمنية إلى نسخة من حزب الله اللبناني؛ لكي توظفها كأداة للمساومة، والضغط على دول الخليج العربي. -وفي المقابل- سيكون الإصرار على تكرار التجربة، بمنزلة النسخة العملية الثانية بعد حزب الله اللبناني، في تصدير الثورة الإيرانية إلى الجوار الإقليمي.
أدلة كثيرة أخرى ثبتت أنه -ومنذ سنين طويلة-، -وتحديدًا- في عام 1986، تقوم ميليشيات حزب الله اللبناني بتدريب الميليشيات الحوثية؛ حتى تعاظمت قوتهه وبات يمثل ميليشيات موازية للجيش اليمني، -إضافة- إلى العمل على تهديد أمن السعودية، على أساس أن اليمن هو امتداد لمشروع إيران الإقليمي، وذلك في إطار المهمة المكلف بها الحزب من قبل إيران، -وبالتالي- العمل على زعزعة استقرار اليمن، ودعم الميليشيات الطائفية لتدمير البلد؛ من أجل تحقيق الأحلام الإمبراطورية الفارسية، والتي يستحضرها النظام الإيراني من التاريخ القديم، بعد أن باتت إيران العامل الرئيس وراء زعزعة الأمن، والاستقرار الإقليمي، والدفاع عن أمنها القومي، وتأمين حدودها الخارجية.
طبيعة العلاقة بين حزب الله اللبناني، والمتمردين الحوثيين في اليمن، تربطهما اعتناق أيديولوجية ولاية الفقيه الاستبدادية، والمتطرفة الإيرانية، - سواء - على الصعيد السياسي، أو الاجتماعي، أو الديني؛ الأمر الذي مكن لهما الحصول على قاسم مشترك داخل السلطة في بلديهما. -ومن جانب آخر- فإن هذا التشابه، وإن كان ليس محض صدفة، فحله يتجلى في إصرار قوات التحالف الدولي، وتصميمها على هزيمة الحلم الإيراني بالتوسع في المنطقة، ومواصلة سيطرتها الكاملة، والتي لا نقص فيها على مسرح العمليات جواً، وبراً، وبحرًا.