فوزية الشهري
يواجه الأطفال مرحلة هي الأكثر تعرضاً لسلبيات الإنترنت، والأطفال يمتلكون الفضول للاستكشاف وهم بارعون أكثر مما نتصور، لكنهم ليسوا ناضجين بما يكفي لإدراك مخاطر وجودهم، والأكثر أهمية لايقدرون نتائج التعامل مع تلك البيئة وأنها غير مناسبة لبراءتهم.
يوجد عالم غامض مخيف يقبع وراء الإنترنت يسكنه المجرمون واللصوص والمرضى النفسيون وتجار المخدرات، ودخول الطفل لهذا الفضاء مغامرة خطيرة جداً، وهو بمثابة أن تلقي به في حوض سباحة عميق دون أن تعلمه السباحة.
يتعرض الطفل وهو يمارس الألعاب إلى مضايقات ومخاطر دون أن ننتبه إليه، وقد فجعت السعودية في أقل من أسبوعين بحالتي انتحارلطفلين، وكان السبب الرئيسي لذلك هو تعامل الطفل الخاطئ مع هذا الفضاء وعدم الوعي الأسري والإهمال المجتمعي لحماية الطفل من هذا الخطر.
إذا استكشف الطفل موضوعات متطرفة مثل الإباحية والعنف والانتحار، أو تم استغلاله بتحرش جنسي أو إيذاء نفسي أو تشويش فكري أو استدرج من قبل المجرمين لعمل الجرائم بحق نفسه أو مجتمعه فمن المسؤول؟؟ التكنولوجيا في حالة تطور وتحديث لا تتوقف، وينبغي للمجتمع أن يكون في وضع أفضل للحاق بها ويجب سن القوانين التي تحمي الطفل من هذه المخاطر وتنظم الاستخدام له، والأمم المتحدة في إعلانها لحقوق الطفل كان الإعلان على مبادئ أساسية وهي تكريس أفضل اهتمام بالطفل وحق الحياة والبقاء والنمو وعدم التمييز والحماية من التأثيرات الضارة والإساءة والاستغلال والمشاركة التامة في العائلة والثقافة والحياة الاجتماعية.
وأنا أرى أن انتشار محتويات غير مناسبة لعمر الأطفال على الهواء قد تخدش طفولته، وكذلك السماح للشركات أو المواقع بإنتاج ألعاب خطرة وجعل إمكانية الوصول لها دون قيود أو قوانين هو انتهاك لحقوق الطفل على نطاق عالمي، ويجب إيقاف ذلك وفرض المزيد من إجراءات التحكم والتنظيم وسبل الحماية لحمايته من الأخطار.
وقد تنبهت أكثر الحكومات لهذا الخطر وبدأت بأعمال استباقية حتى لا تتفاقم المشكلة، وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن المملكة المتحدة طرحت مبادرة تطلب فيها من جميع شركات خدمة الانترنت ابتكار طريقة لعمل مرشحات للمواقع الإباحية ومنع وصولها للمنزل، ولكي نحفظ براءة أطفالنا ونقيهم من شرور المجرمين وخطر بعض المواقع والألعاب يجب علينا أن نسعى من الآن لبذل أقصى ما نستطيع من حيث الدراسة والمبادرات والتوعية فهم ثروتنا الحقيقية، ولا نريد أن نقف موقف المتفرج من هذا الخطر.
الزبدة: أن الأطفال حتماً يستحقون أن نقدم لهم أفضل الأشياء، إنهم أكثر الموارد قيمة وأملنا في المستقبل (جون كنيدي).