الجديدان في حياتنا الفانية يبليان البشر والأجساد ويدوينان الأحداث ما بين سعيدة وأخرى حزينة تكدر الخاطر وتشعر المرء بغصة وزفرات ملتهبة كأنها وقع شمس الصيف في رابعة النهار على رمضاء لا حجر فيها ولا شجر فهذه الدنيا سبيل إلى دار البرزخ ليس إلا، يقول البارئ جل وعلا: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، فالموت سنة الله الثابتة في هذه الدنيا الزائلة فمن حانت منيته شاع نبأ رحيله في الورى ناء به مكان موته أو دنى، وصدق الله وتعالى القائل: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ}. لقد لبى الأخ العزيز صاحب القلب الطيب والخلق الدمث عبدالرحمن بن إبراهيم الجميعة (أبو إبراهيم) نداء ربه في صلالة في دولة عمان الشقيقة إثر نوبة قلبية، وذلك يوم السبت الموافق للسادس عشر من شهر شوال.
أبو إبراهيم الذي أمضى 37 عاماً موظفاً في شركة الكهرباء بمحافظة حريملاء، اتصف عند زملائه ومرؤوسيه بالخلق الرفيع والتعامل الراقي والإخلاص والتفاني في عمله، بل إنه عرف بتلك الأخلاق الطيبة من أقاربه وجيرانه ومعارفه وكل من التقى به. عاش عصامياً.. زرع خلفه محبة الناس له لحسن خلقه وطيب معشره، ولينضم إلى ركب الراحلين بلا عودة بعد أن أبقى سيرة عطرة ستظل له عمراً.
ثانياً، يقول الشاعر: إنماء المرء حديث نفسه فكن حديثاً حسن لمن وعى، فمهما جاد الفكر وأسخى المداد يبقى قاصراً عن وصف مشاعرنا لفقد أحبتنا الذي ثووا في اللحود ومراقد البلى والدود، ولكن من رحمة الله ونعمه علينا أن جعل لنا في الدعاء فسحة وراحة لنرفع أكف الضراعة بأن يغفر لأبي إبراهيم وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يخلف على عقبه خيراً.
تعازينا لوالدته وأشقائه وأرملته وأبنائه ولكافة أسرة الجميعة الكرام، وأن ينزل عليهم الصبر والسلوان.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
** **
عبدالعزيز بن سليمان الحسين - محافظة حريملاء