«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
ما زالت مفاجآت كأس العالم 2018 تتوالى، فبعد خروج كبرى المنتخبات العالمية من دور المجموعات وصولاً لبقية الأدوار، ها هو منتخب كرواتيا يعلن تأهله لنهائي كأس العالم لأول مرة في تاريخه، ويخرج منتخب إنجلترا الذي كان يطمح في الوصول للنهائي العالمي وتحقيق اللقب للمرة الثانية، ولكن منتخب كرواتيا كان له كلمة الفصل، واستطاع الفوز على إنجلترا التي كانت تتقدم على كرواتيا منذ الدقيقة الـ5، ولكن بالروح عاد منتخب كرواتيا واستطاع تسجيل التعادل، لتذهب المباراة للأشواط الإضافية، وحينها توقع البعض بأن تنتهي المباراة لمصلحة إنجلترا، بسبب لعب كرواتيا مباراة كبيرة مع روسيا في دور الـ8 وصلت للأشواط الإضافية وركلات الترجيح، ولكن كرواتيا أنهت مباراتها مع إنجلترا في الأشواط الإضافية 2 /1 .
كرواتيا التي كانت مستبعدة من جميع الأوساط الرياضية العالمية والمحلية، ها هي تلعب اليوم في نهائي كأس العالم، بينما منتخبات مثل ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال وهولندا وإنجلترا والبرازيل والأرجنتين والأوروغواي خارج البطولة، وهذا دليل حي على أن أمرين مهمين هما: كرة القدم لا تعترف بالكبار بقدر اعترافها لمن يعطي داخل المستطيل الأخضر، كما يدل على أن خارطة كرة القدم تتغير، فبعد وصول كرواتيا لنهائي كأس العالم وخروج أبطال كثر، لا بد أن يقتنع الجميع بأن كرة القدم تسير نحو القدرة الفنية المتكاملة للفريق بالكامل لا بعطاء لاعب أو اثنين.
بقي أن نقول: فرقة المدرب القدير والمثابر زلاتكو بقيادة مودريتش تستحق الوصول لنهائي كأس العالم، وهذا الوصول يكفيها عن تحقيق اللقب، بينما لو حصلت المفاجأة وحققت كرواتيا اللقب العالمي فلن نستغرب، فهذه البطولة حملت الكثير الكثير من المفاجآت، ولكن منتخب فرنسا الطرف الثاني في نهائي كأس العالم لن يتنازل عن اللقب بسهولة بعد أن وصل لهذه المرحلة.