فهد بن جليد
التطبيق الممّلوك (للفيس بوك) أنفق في الأيام الماضية مئات الآلاف من الدولارات على حملته في الهند، لمواجهة انتشار المعلومات المُضلِّلة والشائعات المُتداولة عبر (الواتس اب) الذي يستخدمه نحو 200 مليون هندي، يُشكِّلون السوق الأضخم في العالم، إعلان مدفوع بصفحات كاملة في مُعظم الصُحف الهندية - بالمُناسبة تُقدر عدد الصحف والمجلات في شبه القارة الهندية بأكثر من 82 ألف صحيفة ومجلة - وهو رقم مهول لا نظير له في العالم، ففي كل عام تصدُر آلاف الصُحف والمجلات الجديدة في السوق بعشرات اللغات هناك، نعود لقضية شائعات (واتس آب) حيث يدعو التطبيق الهنود في إعلانه إلى التروي، وعدم الانفعال مع الأخبار والرسائل المُفبركة والمُضلِّلة التي يتم إرسالها من مجهولين بقصد إثارة الفتنة - لقي حتى الآن 29 شخصاً مصرعهم - بسبب رسائل وشائعات (الواتس آب)، وهي قضية تكشف الخطر الذي قد تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي حال تعرضها للقرصنة، أو استخدامها بشكل خاطئ من قبل جماعات وشبكات وعصابات مشبوهة.
نشر الشائعات والكذب في زمننا هذا أصبح أسهل وأسرع من أي وقت مضى، وسائل التواصل الاجتماعي تقوم بهذا الدور على أكمل وجه، وإن كانت مُهدَّدة بالهجران والعزوف من بعض الشرائح، إذا ما استمر مُحتواها المُتداول بتلك الطريقة المؤذية، نتيجة ضعف الموثوقية في كل ما يتم تداوله، ولو كان بالصوت والصورة التي يسهل هي الأخرى فبركتها، إضافة لعقلية وثقافة المُستخدمين عندما غزا الصبية والمُراهقين وسيطروا على تلك المنَّصات وحوَّلها إلى صفحات يتم تراشق السباب والسخافة على جدرانها ونشر الشائعات والأخبار الزائفة دون أدنى مسؤولية، عانينا فيما مضى من تداول أخبار ورسائل يتم إعادة نشرها على طريقة (كما وصلني)، التي اعتبرها المُستخدمون - آنذاك - تحليلة قسم، تُخلِّص المُرسل من تبعات المُحتوى، نعيش اليوم تراجعاً في الكم، وتضخماً في الخطورة والنوعية، نتيجة الآثار الجسيمة والخطيرة لما يتم تداوله فيها.
ما يحدث في المُجتمع الهندي اليوم (درس مجاني) يستحق الاتعاظ منه، بالعمل مُبكراً على تنمية مهارات المُستخدمين (الصغار خصوصاً) وتوعيتهم بكيفية التعامل مع أي مُحتوى غريب وشاذ، قد يلجأ إليه الأعداء يوماً ما.
وعلى دروب الخير نلتقي.