د. صالح بن سعد اللحيدان
من نافلة القول أن يتكرر ما يدونه بعض الكتاب والباحثين، ذلك من خلال أطروحات متباينة عن مسألة الطرق والمعرفة المتعددة لكسب شخصية علمية أو شخصية قوية أو إدارية أو سياسية أو ما شئت من شخصية ينشدها الإنسان بحسب رغبته في تكوين الشخصية التي ينشدها ويسعى إليها.
وقد طرح بعض الكتاب من جامعي المعلومات العلمية والنفسية والقيادية طرحوا طرقًا متنوعة ومتعددة.
فتقرأ أحيانًا مثل (إليك خمسة طرق أو هذه عشرة طرق أو .. أو .. للوصول إلى بناء شخصية كذا .. وكذا).
ولقد تعجب مثلي أن النقل هو سيد الموقف بين جميع من تناولوا هذه المسألة بل حتى بعض علماء النفس لا علماء الطب النفسي قد نقل بعضهم من بعض بل إن بعضهم لعله يلقي محاضرة على طلابه عن هذه الطرق أو تلك المعرفة لكن مما نقله وزاد عليه أو نقص وقد يمشي هذا على الطلاب لعله بسبب ضعف القراءة على مثل هذا خاصة الكتب والنشرات التي لم تترجم بعد.
لقد قرأت مثل (هذه خمسة طرق لكسب شخصية متوازنه) ومثل (إليك سبعة طرق للوصول إلى شخصية ناجحة) أو مثل (هذه عشر محطات أو خمس تفيدك لتكون شخصية سوية في الحياة).
ولا شك أن القارئ سوف يفرح بمثل هذا ويطبقها في حياته ليترك ذلك بعد حين حينما يجد طرقًا أخرى نشرها جامع المعلومات الآخر.
وأحسب أن هذا فيه تلاعب من خلال جمع المعلومات ثم نشرها ثم تكرارها بعد ذلك بأسلوب آخر.
لكن الذي وقفت عليه طبيًا من خلال تجاربي أن الإنسان لا يصلح له كل ما يقرأه وإن أعجب به ووجد قبولاً عنده فعلماء النفس النظري والكتاب يحتاجون إلى دراسات نفسية تطبيقية متطاولة لأن ما يصلح لهذا قد لا يصلح لذاك.
وعليه فسوف أبين أولاً معجم هذه المفردة ثم أذلف إلى حقيقة ما أجمع إليه الطب النفسي لا على ما ذكره علماء النفس النظري أو نقلة (جامعي المعلومات كيفما اتفق) فأقول على سبيل الاختصار ما يلي:
1/ الطرق هو الضرب, طرق الباب ضربه.
2/ الطرق هو النقر, نقر الباب لطلب الإذن بالدخول.
3/ الطرق هو ضرب شيء بشيء كضرب الحديد لصناعة إناء أو وعاء.
4/ الطرق هو السير ليلاً ويدخله القياس على وجه واحد.
5/ الطرق هو السير على وجه العموم.
وطرق (سار) وطرق (ضرب) وطرق (نقر) ويطرق (يضرب) أو (يسافر)
والطرق على هذا يدخل هذه المفردة التشابه اللفظي فأحيانا يتفق المعنى وأحيانًا يختلف لكن ذلك إنما يكون بحسب الدلالة حساً أو معنى.
وهنا لعلي أبين صفات عامة لم يختلف عليها الطب النفسي التطبيقي وهم الأصل في هذا مع ما يوجبه الحاصل من هنا من ضرب الأمثلة.
فمن أهم ما يحسن سلوكه والاتصاف به:
1/ معرفة الإنسان قدراته الشخصية.
2/ معرفة الإنسان قدراته العلمية
3/ معرفة الإنسان قدراته الفكرية
وهذه الثلاث يحسن أن تكون بتمام تجرد في حالتين:
1/ من خلال كونك وحدك بصفاء ونقاء ووضوح
2/ ومن خلال النقاش أو الإجابات أو طلب الرأي منك
4/ الدوام على الصدق حتى في حال الضرورة ما لم تكن الضرورة أشد خطراً
5/ التماسك والترصن دائماً دون إيحاء بكبر أو علو
6/ الهدوء وهو قطب الرحى هنا، إذ هو من صفات العقل والنفس معًا وهذا يطرد لديك العجلة والانتصار للنفس وهو جالب لهدوء الحركة ويولد تلقائياً الثقة بالنفس ويعكس عنك صورة جيدة متزنة
7/ نبذ الكره (الكراهية والحقد) حتى مع من لم تقبله أصلاً فقد يكون من تكرهه ضحية وشاية لأختك المتزوجة أو لجارك ابن العم أو لرئيسك أو بسبب وشاية انتشرت لم تناقشها أصلاً، وهذا يولد الأحساس بصفاء الذهن فقد ينكشف بعد حين من الدهر كذب ماسبب لك الكره والحقد
8/ الولع بالعظمة حسب قدراتك وما تميل إليه حقاً لكن تنبه لجانب غامض فيجب أن تحاربه وهو (الحسد) لأي ناجح ترى أنه فيه صفات هي أو بعضها فيك فتقطع الطريق عليه ولو من باب العفوية.
فقد سئل صلاح الدين الأيوبي عن نفسه فقال (المثنى بن الحارثة سيدي وقد أغار منه).
وهذه الغيرة محمودة عند عامة الأطباء لأنها أوصلت صلاح الدين إلى هذه المنزلة خلال العهود
وسئل عقبة بن نافع: كيف بك الآن؟
فقال: حبي للمعالي لله تعالى وشخصية عمر قادتني إلى هذا.
وقيل لأبي جعفر المنصور: الآن سدت فقال: إن ما السؤدد بالدين والعقل لكن معاوية أخذت منه الحكمة وطول المكث
وقال (ابراهام لنكونن): الهمني الحيا وحب العدل أن أكون محاميًا لكن شخصية (محمد) غلبت علي.
وقال طاغور: الشعر أتنفس من خلاله الحكمة إلا أن لقمان الهمني معنى الحياة وترك الظلم
9/ تجنب الريبة واستفد من الفشل
10/ معاودة التجربة والسرعة في الإنجاز المتجدد
11/ النوم باكرًا وأخذ النفس بالجد
12/ ترك الإلحاح وكثرة التمني
13/ التخصص بمجال واحد تبرز فيه بجدارة بعيدًا عن الانتحال والمحاكاة
وما أذكره هنا ليس مستحيلاً مع قوة النظر وأخذ النفس بالصدق والجد
لكن يحسن هنا إلا تلتفت أبدًا فقد توصف بأنك مريض أو ضعيف أو أنك عين لأحد على أحد أو أنك تسعى للشهرة فدع كل هذا وسر لا تلتفت إلى هذا لا تلتفت إلى الورى، فالعقلاء كثيرون أما الحمقى والمتلقفون للقيل والقال فدعهم يرفلون بأثواب الخطايا إلى يوم يبعثون.