هالة الناصر
كانت لحظة صادمة ومحرجة تلك التي ظهر خلالها الرئيس التركي أردوغان وهو يقسم بغير الله على الإخلاص للدستور العلماني بعد إعادة انتخابه كرئيس لتركيا.
وكل مسلم يعرف أنه من ثوابت الدين الإسلامي تحريم القسم بغير الله تحت أي ظرف وتحت أي سبب وكما تعلمناه في ديننا بأنه شرك، وهذا ماكان يقوله أتباع حزب الإخوان قبل أن يحرجهم أردوغان ويظهر وهو يقسم بشرفه على الولاء للدستور العلماني، قمة الإحراج لأذناب أردوغان من الإخوانيين الذين تم تجنيدهم لكسب تأييد الرعاع وتحشيدهم في صف أردوغان وتحريضهم ضد دولهم وضد حكوماتهم، حتى أنهم كانوا يعملون ضوضاء كبرى عندما يتقلد أي حاكم عربي وساماً من دولة أوروبية أو غربية وعليه رمز صليب أو غيره، ويجعلون منها قضية كبرى حتى يضيقوا واسعاً ويستجلبون أدلة ضعيفة أو حتى موضوعة لغرض التحريض على هذا الحاكم لنشر السلبية في المجتمع، وكل ذلك يقابله من جهة أخرى تلميعاً لكل ما يفعله أردوغان حتى لو كان ضد ثوابت دينية لا تقبل الجدل، وهذا ليس بغريب عليهم مايفعلونه من تلميع لسيدهم أردوغان؛ فقد عهدناه وتابعناه في كل تصرف صادم وليس من الدين يقوم به أردوغان، ومن ذلك تعامله مع دولة إسرائيل كدولة صديقة على مستوى السفارات والتبادل التجاري والتعاون العسكري الذي يمثل قمة التناقض، فهو من جهة يتعامل عسكرياً مع إسرائيل، ومن جهة يتباكى على مايفعله الجيش الإسرائيلي في فلسطين، لكن هذه المرة كانت مختلفة تماماً وفوق مستوى أي تبرير يتصوره العقل.
جميع النصوص الدينية تحرم القسم بغير الله، وخروج البعض من الحزب الإخواني لتبرير ما قام به أردوغان. يعد استخفافا بالدين والعقول، فلقد رأينا في دول أوروبية قادة مسلمين يرفضون القسم العلماني ويحضر لهم القرآن ليقسموا عليه، لأنه عُرفَا يكون القسم حسب دين ومعتقد الشخص الذي يؤدي القسم.
أعتقد أن على اتباع حزب الإخوان الإرهابي أن يراجعوا أنفسهم قبل أن يصبحوا ورقة محروقة يركلها أردوغان بقدمه إلى مزبلة التاريخ!