موضي الزهراني
في السابق كانت محاولات الانتحار تكثر عند النساء والرجال بسبب المشاكل العاطفية والمالية وأحياناً الجنسية! فالانتحار ظاهرة حضارية شاعت في كثير من البلدان لأسباب عديدة، وأرتبطت زيادتها في سن المراهقة عنه في الطفولة، وفي النضج عنه في المراهقة ويزيد عند المطلقين والمطلقات، والمنحرفين جنسياً إذا تسبب انحرافهم في مشاكل عائلية ووظيفية مع الناس والشرطة! وقد ارتبط الانتحار أكثر بين المحبين حيث سميً «بانتحار المحبين» حيث يتعلق المحبوب بحبيبه تعلقاً مرضياً وفي حالة فقده يندفع للانتحار بدون تفكير! بل أصبح في بعض المجتمعات تقليدياً كمثل في الهند يوجد تقليد يسمى «سوتي» يطلب فيه المجتمع من المرأة التي يتوفى عنها زوجها أن تحرق نفسها مع جثة زوجها المتوفى! إلى جانت « الانتحار الذاتي « الذي يستهدف الفرد بمعاقبة نفسه في حالة فشله في الزواج أو الحب! ولقد فسرت المدارس النفسية السلوكية الانتحار من عدة زوايا أستخلصها لكم بأنه «سلوك يائس» تظهر علاماته على الفرد مما يتطلب التدخل والعلاج النفسي! لكن ما هو التفسير النفسي لانتحار الأطفال والذي يهمني تسليط الضوء عليه سريعاً لانتشاره في الآونة الأخيرة وخاصة «الانتحار الإلكتروني»! فالطفل ما دون العاشرة مثلاً لا يعرف حقيقة الموت ولكنه يرتبط في ذهنه بوفاة أحد المقربين له، لكنه بعد العاشرة يدرك أن الموت يعني التوقف عن الحياة، لذلك أغلب الأطفال لا ينتحرون إلا بعد العاشرة! ومن أسباب انتحارهم: ـ الحرمان من العطف والحنان، فقدان أحد الوالدين وخاصة الأم، إدمان الأب للمخدرات، انفصال الأبوين عن بعضهما وانشغالهما! فالجوع العاطفي الذي قد يعاني منه بعض الأطفال يدفعهم للانتحار حتى لو في مناسبات سعيدة تذكرهم بمن أفتقدوهم وخاصة الأم! وقد يلجأ بعض الأطفال المتقدمين في العمر المقارب لمرحلة المراهقة للانتحار ثأراً من الأبوين وعقاباً لهما بسبب قلقهما عليهم والتضييق المستمر عليهم في سلوكياتهم ونشاطاتهم اليومية! وقد ينتحر الطفل هرباً من المواقف العاطفية الضاغطة التي لا يتحملها وخاصة مع «الأم» التي تعتبر هي المصدر العاطفي الأول في حياة الطفل! وغالباً يكون تعلقهم بأشخاص آخرين وعبر الأجهزة الإلكترونية للتخلص من الضغوط العاطفية التي يعانون منها ولايجرؤون على مكاشفة أبويهم عنها «وقد يكون ذلك لأسباب الأجواء الجافة في أغلب البيوت وانعدام الحوار الواعي فيها «! فالأطفال الذين يعاون من الجوع العاطفي ويتم تكليفهم بممارسات دينية فوق طاقتهم، وواجبات اجتماعية أكبر من عمرهم الزمني، من السهل عليهم التعلق العاطفي الالكتروني والاستجابة له في جميع أوامره وتوجيهاته! ولاعليكم إلا محاربة هذا الجوع وإشباع عاطفة أطفالكم منذ الصغر، وابعادهم عن حروبكم النفسية والعاطفية حتى لا تخسرونهم في لحظات مفاجئة وقاهرة لكم كأبوين، فإنهم أمانة ستحاسبون عليها أمام خالقكم.