لقَّبوه بعميد الخط أحب بن ميمون الخط العربي وبرع في 10 أنوع منه، ولم تأت تلك البراعة والإتقان من فراغ، بل تكلَّلت بجهود عصامية شخصية وبالقراءات والدراسة والملاحظة لفن الخط العربي، لقبوه بعميد فن الخط العربي، ومثَّل المملكة لأكثر من20 مرة، ويتطلع لإنشاء مراكز للخط العربي حفاظاً على هذا التراث الأصيل العريق الذي يمثِّل الهوية العربية والإسلامية، له 4 معارض شخصية في جماليات فن الخط العربي، وهو من قام بكتابة اسم المملكة العربية السعودية، بخط الثلث على شعار المئوية بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس المملكة بقيادة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ورجاله، وكان ذلك عام 1419هـ .
بدأ (ناصر بن ميمون)، رحلة الخط العصامية من خلال تعلقه بحصة الخط العربي في سن الثانية عشرة بمدرسة بلال بن رباح الابتدائية في مدينة الرياض، وبذل جهداً شخصياً لتعلّم قواعد وأسس فن الخط العربي، واطلع على العديد من المراجع والكتب، ثم بدأ في تأمل وتفحص قواعد الخطوط العربية كخط الثلث الذي كتب على الكعبة المشرفة وخط النسخ الذي كتب به القرآن الكريم والخط الديواني وخط الرقعة الذي تكتب به الخطابات الاعتيادية.
زار الميمون في بدايات حياته بعض الخطاطين بالدول العربية وحصل منهم على شهادات تقديرية وإجازات الخط من خلال عرض لوحاته عليهم وذلك في عام 1984، كما التقى زعيم الخطاطين الكلاسيكيين في مصر سيد إبراهيم ومحمد عبدالقادر واللبناني كامل البابا الذي كان يقيم في الرياض وخطاط المملكة الأول عبدالله رضا.
حصد أول جائزة لفن الخط العربي من مركز الأبحاث والفنون والثقافة الإسلامية «أرسيكا» في عام 1407 ثم توالت مشاركاته الدولية لينال العديد من الجوائز العالمية والعربية بلغت 30 جائزة من عدة دول منها العراق وتركيا وطهران والمغرب، وشارك في كثير من المعارض والمهرجانات والمسابقات.
يقول: «قدمت عدة ورش ودورات لتعليم فن الخط العربي ودربت عدد من الخطاطين والخطاطات وتقدم البعض منهم بأعمالهم وتمت إجازتهم»، وبيَّن أنه عمل على تدريس الخط العربي في جمعية الثقافة والفنون والنادي الأدبي بالرياض».
واعتبر الميمون، الحاسوب منافساً قوياً للخطاطين غير أن الخط العربي اليدوي له بصماته وإلهامه وهو مستمد من التراث العربي المجيد.
وحول جائزة سوق عكاظ فرع الخط العربي، أكد الميمون، أن جائزة سوق عكاظ الحالية والتي أقيمت لسنوات متتالية منذ انطلاقته شجعت وحفزت الخطاطين وقدمت لهم الدعم والجوائز المالية والتقديرية فتعد جائزة على مستوى العالم العربي والإسلامي استفاد منها كثير من الخطاطين من داخل المملكة وخارجها، وساعدتهم على التعرّف على جماليات الخط العربي وصار بينهم تنافس شريف وتلاقح فكري أثرى هذه الموهبة لديهم وزاد من صقلها.
ويتطلع عميد الخطاطين السعوديين إلى إعادة مقرّر الخط العربي للمدارس من الصف الرابع ابتدائي وإلى المرحلة المتوسطة كمنهج اختياري لتعزيز هذا الفن بنفوس الطلاب وتحسين خطوطهم، وإلى إنشاء مركز للخط العربي في كل مدينة من مدن المملكة للحفاظ على هذه التراث الأصيل والهوية الإسلامية، إضافة إلى إنشاء متحف للخط العربي في الرياض مماثل لمتحف المدينة المنورة ليكون منصة للزوار يتعرفوا من خلاله على أهم المبدعين المتقنين لهذا الفن العريق والخط العربي من السعوديين وغيرهم.
وثمن الميمون دعم رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني صاحب السمو الملكي سلطان بن سلمان، جهوده الكبيرة في عنايته بالأعمال التراثية عامة والخط العربي على وجه الخصوص وتخصيص الجوائز المالية له حفاظ على جماليات هذا الخط ودعما لاستمراره ووهجه الذي يضفي الألق على اللوحات والجداريات والمجسمات الجمالية.