عبد الاله بن سعود السعدون
الكل يتفق على حرج المرحلة الحالية التي تمر بها منطقتنا العربية والخليجية بصورة خاصة بعد التمرد الإيراني على مقررات المجتمع الدولي وإجماعه إلا مجموعة صغيرة من المنتفعين لوجود استثمارات كبيرة لهم نتيجة تأييدهم للملف النووي وتمريره عن طريق بعض دول الاتحاد الأوربي والذين وجدوا أنفسهم متورّطين في اختيار القرار السياسي ليخرجهم من هذه الورطة التي أوقعهم بها قرار ترامب برفض اتفاقية الملف الإيراني واعتبره أغبى قرار اتخذه سلفه الرئيس أوباما.. ومع تداعيات الحظر الأمريكي اقتصادياً على النظام الإيراني والذي انعكس على بازار طهران المالي فقد ارتفع صرف الريال الإيراني من 45 ألف ريال للدولار الواحد ليقفز هذا التحديد الرسمي لسعر الصرف إلى رقم خيالي فأصبح الدولار الأمريكي يساوي مائة ألف ريال، واشتعلت السوق السوداء داخل الحركة المالية للبازار الإيراني، وهب سماسرة مزاد بيع الدولار في البنك المركزي العراقي لتهريب الدولار للسوق المالي الإيراني بالعديد من ملايين الدولارات يومياً لسد الحاجة للعملة الصعبة في التداولات التجارية الخارجية لتجارة إيران ونشطت أيضاً عمليات تهريب السبائك الذهبية لبيعها في دور الصرافة في الجوار الإقليمي الصديق في العراق وتركيا واستبدالها بالعملات الصعبة لنفس الغرض. وتحول المواطنون لشراء المسكوكات الذهبية لحفظ قيم مدخراتهم وتحاشي الانهيار المستمر في صرف الريال أمام العملات الأجنبية وقد انعكس هذا الارتباك الاقتصادي على الشارع السياسي في طهران وكبرى المدن الاقتصادية في إيران فقد أغلق تجار البازار المالي والتجاري في طهران متاجرهم ودور الصرافة احتجاجاًً على هذه الهزة في سعر الصرف للعملة الإيرانية، وتسببت تداعيات الحظر الأمريكي وفرض عقوبات اقتصادية على الاقتصاد وبالأخص تجارة البترول التي أصيبت بالشلل التام في منافذ التصدير بموانئ الخليج العربي. وهناك جهود حثيثة يبذلها سماسرة إيران لاستخدام المنافذ العراقية لتهريبه للدول الآسيوية حسب العقود معها سابقاً، ومن أهمها سوق الصين وكوريا الشمالية.. إن السوق المالي والتجاري الإيراني في أسوأ حالات التدهور والتضخم مما يهدّد بالإفلاس والاختناق الاقتصادي وما تهديد روحاني بغلق مضيق هرمز أمام الملاحة الدولية أثناء جولة الاستغاثة الأوروبية إلا مؤشر حي لاختناق اقتصاد إيران بحبل الحظر الأمريكي المحكم. وتداعياته السريعة على داخل الاقتصاد اليراني مما تسبب في التظاهرات والتمرد الاعتصامي في معظم المدن الإيرانية لسوء الخدمات العامة وتأخير صرف رواتب العمال وشمول كل مؤسسات الحكومة لأصناف الفساد الإداري والمالي... أمام كل هذه المتغيّرات المتسارعة والمنعكسة على أمواج خليجنا المتلاطمة الآن بفعل الحركة المتواصلة لحاملات الطائرات الأمريكية وقطع سريعة من الأسطول السادس لمواجهة أي جنون إيراني يعبث في أمن خليجنا العربي وآن الأوان لاتخاذ إستراتيجية حكيمة تضمن مصالحنا الخليجية العليا وأمننا القومي من مضيق هرمز حتى آخر نقطة عربية في خليجنا الهائج يتعرض لتحريض إيران وتهديدها الدائم والذي نتمناه أن يحرك الملالي آخر حجرة عقل في أدمغتهم المتحجرة لإنقاذ شعب إيران من هذا الخطر الذي أصبح قريباً جداً من مياههم الإقليمية..
ومن جهة أخرى وصفت السيدة مريم رجوي زعيمة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في كلمتها في المؤتمر العام للمقاومة الإيرانية المنعقد في الثلاثين من شهر يونيو الماضي في باريس، حيث بشّرت السيدة رجوي بالثورة الشعبية داخل إيران بقولها إن التوترات والتناقضات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية وتفشي البطالة بين الشباب ومظاهر الفقر في المجتمع في الريف والمدينة وعدم المساواة في الحقوق والواجبات وتحول حال الشارع السياسي لمرحلة الانفجار الشعبي. ومن جهة أخرى فإن الملالي في صمت العاجز ولا يستطيعون في أي مشكلة وإدارة المرشد خامئني عاجزة عن أي مناورة تخلص نظامهم المتهالك...
... الأيام القليلة القادمة حبلى بالأحداث والمفاجآت الساخنة إذا لم يعد النظام المتسلّط في مؤسسة ولي الفقيه لرشده وإيقاف التدخل والتحريض في جواره العربي وترك اليمن لأهله الشرعيين ورفع يده عن الحوثيين وجرائمهم وترك مشاريع تصدير ثورتهم الطائفية ومد جسور الثقة والاحترام بين ضفتي خليجنا العربي وإنهاء التبذير في ثروات الشعوب الإيرانية والاهتمام بالمواطن الإيراني بدلاً من الشروع في قتل أبناء العراق وسوريا ومملكة البحرين وأبناء اليمن الذي كان سعيداً قبل تآمرهم على سيادته وتخريبه... إنها نصائح مجانية قد يكون وقت إيصالها لآذان الملالي قد فات لأن أقدامهم بدأت تسخن من نار السونامي الثائر في الداخل والممتد حتى الساحل الشرقي لخليجنا العربي السليب.