كان لبلجيكا موعد مع التألق، إلا أن الفرصة ضاعت، الجيل الذهبي البلجيكي الذي يضم مواهب يحسد العالم بأجمعه المملكة عليها، انهار حلمه بنهائي مونديالي أول في تاريخه، بخسارته أمام فرنسا في نصف النهائي.
كان الهدف الرأسي للمدافع صامويل أومتيتي كافيًا ليؤهل فرنسا إلى المباراة النهائية للمرة الثالثة، ويحرم بلجيكا من اختبار معنى النهائي للمرة الأولى، بوجود أربعة أو خمسة أعوام إضافية جيدة.
يعتمد ذلك على الرغبة والإرادة للاعبين في مرحلة ما، على الرغم أن ما حققه المنتخب في مونديال روسيا كان أفضل من خيبتي مونديال 2014 في البرازيل وكأس أوروبا 2016 في فرنسا، حيث سقطوا عند حاجز الدور ربع النهائي، كانت هذه السنة حاسمة بالنسبة لجيل إدين هازار وكيفن دي بروين والآخرين، ثمة كأس أوروبا بعد عامين، لكن الأمر يختلف بالنسبة إلى كأس العالم، في إشارة إلى مونديال 2022.
وحذر من عدم إمكانية إنتاج لاعبين مثل إدين هازار كل سنة ما يمكن أن تأسف عليه، أنهم لم يحظوا ببطولات أخرى في وقت سابق في 2010 (كأس العالم بجنوب إفريقيا) و2012 (كأس أوروبا)، وهذه خيبة أمل كبيرة أصابتهم، ينبغي تحقيق نتيجة أفضل في كأس أوروبا، المواهب الفردية لا تكفي؟ تيبو كورتوا، دي بروين، هازار، درايس مرتنز، روميلو لوكاكو لاعبون تسعى خلفهم أفضل النوادي الأوروبية، وتتطلع اليهم البلدان المجاورة.
قال مارتينيز بعد إنهاء بلجيكا الدور الأول بالعلامة الكاملة «نعرف كل المواهب التي نتمتع بها، جيل يمكننا أن نفخر به بشكل كبير»، مضيفاً «في بلاد تعدادها السكاني 11 مليون شخص، ظهر أفراد خارج المألوف». مثل جيل ليونيل ميسي في الأرجنتين، وأريين روبن في هولندا، لم تعرف الكتيبة البلجيكية المدججة بالنجوم طريقها إلى التتويج بلقب كبير. هل كانت التوقعات منها كثيرة؟ «لم يقل أحد لنفسه (سنطلق على أنفسنا اسم الجيل الذهبي). نحن لا نهتم. لكن هذه المباراة ضد البرازيل ستحدد من نحن»، قالها كومباني قبل تحقيق الإنجاز أمام البرازيل في ربع النهائي (2-1). كان يتوقع من هذا الفوز أن يكون فألاً حسنًا بالنسبة لبلجيكا لتحقيق المزيد، لاسيما أنه جاء بعد عشر سنوات من الإخفاق أمام السيليساو في الحصول على ميدالية برونزية في دورة بكين 2008 الأولمبية.
ردد مارتينيز مرارًا أن «كأس العالم لا تحترم الفرديات، أو المواهب الكبيرة، فقط المنتخبات التي تعمل بجد كمجموعة ولديها ذهنية الفوز»، كأس العالم لا تعترف بأصحاب المواهب الفردية، أو المواهب العظيمة، بل تعترف فقط بالمنتخبات التي تعمل بجهد كمجموعة تملك عقلية الفوز».. سقطت المواهب البلجيكية في نصف النهائي أمام فرنسا ديدييه ديشان، خسارة كانت الأولى للشياطين الحمر بعد خمسة انتصارات في المونديال.
- أوروبا 2020؟
- المملكة الصغيرة الواقعة بين العملاقين الكرويين ألمانيا وفرنسا، تستطيع أن تأمل في تتويج جهوده وجهود جيلها في كأس أوروبا 2020. عادت بلجيكا لتكون لاعبًا أساسيًا في البطولات الكبرى بعدما غابت عنها في الفترة الممتدة بين 2002 و2014 (مونديالان وثلاث كؤوس لأوروبا).
بذل الاتحاد البلجيكي جهودًا كبيرة لإعادة بناء جيل من اللاعبين يقدر على إحراز الألقاب. كان الأمل كبيرًا بالجيل الحالي الذي ضم مواهب يصعب على أي بلد جمعها في فريق واحد خلال فترة زمنية واحدة. بلغ المنتخب البلجيكي القاع في حزيران- يونيو 2007 باحتلال المركز 71 في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، هو الأدنى في تاريخه. عادت بلجيكا إلى الساحة العالمية مع منتخب محترم وذي هيبة كروية. وإذا كان معظم اللاعبين لن يكونوا حاضرين لحصد ثمار 10 إلى 15 سنة من العمل الشاق، فإن البعض مثل مرتنز وهازار ودي بروين لم يتخطوا الـ27 عامًا، ولم يقولوا بعد كلمتهم الأخيرة. في حين يبدو «أشقاؤهم الصغار» مثل ميتشي باتشواي (24 عامًا) وعدنان يانوزاي (23 عامًا) ويوري تيليمانس (21 عامًا) حاضرين لمواصلة إيقاد النار البلجيكية.