سعد الدوسري
مَنْ ذا الذي أفرغَ قلبكَ من كلّ عواطفه، وجعلكَ تتحول مِنْ شابٍ مُقْبل على الحياة المزدانة بالأقرباء والأصدقاء، إلى كائنٍ يحمل الموتَ بين يديه، ويطلقه على حماة وطنه، وعلى الأبرياء الذين يعيشون فيه؟! مَنْ ذا الذي جعلك تتوهم، بأن الطريقَ الذي تسلكه، هو طريقُ الدفاع عن عقيدتك، وهي العقيدةُ التي تعزِّز للأبرياء الحياةَ الآمنة؟! مَنْ ذا الذي تمكّن من محو كلّ ما هو مشرقٌ ومضيء في حياتك، وزَرْعِ كلّ تلك الكراهية والحقد داخلك؟!
أنت لا تستحق ذلك أبداً. أنتَ تستحق الإقبالَ على الحياة، مع إخوتك وزملائك، لتضع لكَ فيها مكاناً يليق بطموحك المتّقد، وبسنوات عمرك الغنية بعبق التحدي والإبداع. أنت تستحق النور، وليس الظلام. تستحق الفرح والمغامرة والتنافس على تحقيق الذات، في مجالات الحياة المتنوِّعة. أنت تستحقُ أن تكون قدوةً للبناء، لا رمزاً للهلاكِ والدمار والهدم. كنْ لنفسك ولنا، لا تبِعْنا بأبخسِ الأثمان.