فهد بن جليد
توظيف التقنيات الذكية لرقابة سلوك قائدي الشاحنات إلكترونياً - أمر في غاية الأهمية - لرصد مواطن القصور والخلل على الطُرق وعلاجها, بعض الدول بدأت في تطبيق وإدخال هذه التقنية للرقابة عن بعد، بشكل إلزامي كجزء من اشتراطات منح تصاريح تشغيل الشاحنات، أو تجديدها على أراضيها، المسألة تتعلق بحياة الناس وأرواحهم مع تزايد أخطاء وأخطار قائدي هذه الشاحنات في كل طُرق العالم، محلياً نثمن جهود رجال المرور وأمن الطُرق، ولكن يجب أن نتجاوز مفهوم نقاط ومراكز التفتيش الثابتة و المُتحركة، لنصل إلى إلزام المُلاَّك والشركات المُشغلة بتوظيف التقنية الفردية لرقابة كل مركبة إلكترونياً والتدخل عند الحاجة.
اقترحت هنا قبل عدة سنوات تركيب كاميرات مُراقبة (داخل قمرة القيادة) وفي جنبات هذه الشاحنات لرصد سلوك أصحابها، وأكدت على ضرورة الأمر وأهميته كخطوة أولى لفرض الرقابة المطلوبة على سلوك قائدي الشاحنات، وأرجو أن يأتي اليوم الذي تطبق فيه مثل هذه الفكرة، سلامة المركبة والطريق وتحسين الالتزام بالقواعد المرورية والخطوات السليمة للقيادة، وتحسين بيئة النقل، لن يتحقق بترك الوضع القائم الآن على طُرقنا، وسلوك بعض قائدي الشاحنات الخاطئ، الذي يُهدِّد حياتنا وسلامتنا بشكل مُستمر على الطُرق السريعة وبين المدن، مع استغلال أصحاب هذه المركبات لعدم وجود سيارات المرور أو أمن الطُرق من أجل مُمَّارسة هوايتهم في التهور والتنافس فيما بينهم، بالتحرك الحر والتجاوز الممنوع، عدم الالتزام بالسرعة المُحدَّدة، الاستهتار بعدم تطبيق قواعد المرور، الوقوف المُفاجئ والخاطئ على جنبات الطريق، خلافاً لما تعانيه هذه المركبات أصلاً من تهالك - مُعظم الدول تعتبر 20 سنة هو العمر الافتراضي المُناسب للشاحنات - إضافة للقصور في الصيانة، وعدم تركيب أجهزة السلامة الكافية أو صيانتها (الأنوار الخلفية، العواكس الضوئية، الحواجز السفلية، الإطارات...) إلخ.
ما زال الخطر الذي تُشكله الشاحنات على الطرق الطويلة بين المدن السعودية، يهدد سلامة المُسافرين، هناك استهتار واضح من قائدي كثير من الشاحنات لناحية الالتزام بقواعد السلامة المرورية، يجب مواجهته ورصده إلكترونياً، أنا هنا أتحدث عن رقابة إلكترونية على الطُرق الطويلة وخارج المُدن فقط، أمَّا داخل المدنية فتلك قصة أخرى؟.
وعلى دروب الخير نلتقي.