إبراهيم بن سعد الماجد
كانت دموعنا مختلطة, فنحن في حضرة عزاء من نحسبه والله حسيبه شهيداً, رجل الأمن سليمان بن عبد العزيز العبد اللطيف الذي قضى على يدي ثلاثة من الإرهابيين الذين غدروا به وهو قائم على أمن وطننا الغالي.
دموع مختلطة بين دمعة حزن على (أبو عبد العزيز) ودمعة فرح بهذه اللحمة الوطنية النادرة.
سمو أمير القصيم ساعة وقوع الحادث كان في الموقع على الرغم من حساسية الوضع, لكنه قال: لست بأغلى من رجال أمننا, فكان حاضراً متفقداً وشاداً على أيدي رجال نفتخر بهم وبما يقدّمونه لهذا الوطن عن عقيدة صادقة يحسبون كل خطوة يخطونها من أجل أمن وطنهم تقرّبهم إلى الله, يرددون دوماً النصر أو الشهادة, فكان لهم النصر في أكثر من موقع, وكان لمن استشهد الأجر والغنيمة, مقبلين غير مدبرين.
سمو وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز جاء فوراً من رحلة خارجية إلى القصيم ليكون مع أخيه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز في تعزية أسرة الشهيد سليمان العبد اللطيف, الأميران الجليلان كان لحضورهما وحديثهما الأخوي الصادق مع والد الشهيد الشيخ عبد العزيز العبد اللطيف وصغار الفقيد الأربعة وإخوته كبير الأثر وعميق المشاعر, دموعنا المختلطة تحكي حكاية وطن اللحمة التي لا نمل الحديث عنها, نتحدث مع أنفسنا ومع من يحبنا ويكرهنا عن وطن شامخ عصي على كل مارق من دين وفاجر في خصومة.. وطن عصي على كل من يريد أن يفرِّق بين قيادته وشعبه.. عصي على كل من يشكك في علاقته بربه.. عصي على كل من يريد أن يقول قولاً يشكك في تماسك هذه الأسرة السعودية وأعني أسرة الحكم والشعب.
في عزاء الشهيد سمعت من الأميرين ومن ذوي الفقيد ما جعلني أقول إننا نعيش في نعمة لا يستطيع أحد معرفة قدرها, فالمسؤول يقدِّم كل ما يريده أهل الفقيد بلا منٍّ ولا أذى, ويقول أنا لكم ولما تحتاجونه صغر أو كبر, وأهل الفقيد لا يبكون فقيدهم إلا بكاء (وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون)، وإنما يؤكّدون أن دماءهم رخيصة في حماية دينهم وقيادتهم ووطنهم.
فيصل بن مشعل وعبد العزيز بن سعود كل الألقاب تتوارى خجلاً، فحضورهما برسمهما وفعلهما يجعل من أي لقب يُقال في حقهما صغيراً, كون ما شاهدته أكبر من أي وصف.
يقولون ليس السماع كالمعاينة, وأقول لقد سمعت وعاينت أسرة واحدة تتسابق في احتضان قلوب بعضها البعض بكل صدق وإخلاص.
أحسب أنني من الكتَّاب المحظوظين الذين نالوا نصيباً من معرفة حقيقة مشاعر الشعب مع قيادته في أكثر من موقف, ولذا فما يكتبه قلمي في الحقيقة يكتبه قلبي.. قلبي المفعم بحب لا يعرف حداً ولا يقف عند صد, فلا أرى إلا المشاعر الصادقة المتبادلة بين كل أسرة هذا الوطن العظيم.. وطن مكة المكرمة، حيث بيت الله الحرام والمدينة المنورة، حيث خير الأنام.
اللهم احفظ علينا أمننا وأدم علينا لحمتنا تحت قيادتنا الراشدة .