أمل بنت فهد
مثلما أن الفضيلة هي الامتناع عن الفعل مع القدرة على اتمامه والخوض فيه، في ظروف مناسبة، لا يمنع عنها عائق عدا القناعة بالترفع عنها، فإن النزاهة هي القدرة على الأمانة حتى أمام المال المشاع دون رقيب أو حسيب، وكذلك الحرية هي تحملك لمسؤولية ممارستها، فإذا استطاع أي مجتمع أن يزرع في أفراده قوة الامتناع مع القدرة على الفعل، فإنه سيعيش قفزات من الوعي، تسحق في طريقها أي محاولة لتدمير وحدته، أو السيطرة عليه.
بالتالي فإن قوة الاعتقاد وثباته، يمكنها أن تصمد أمام الأفكار الدخيلة، وحين يكون الوطن في عقل الإنسان عقيدة لا تقبل التشكيك ولا التبديل، فإن مهمة أي عدو في اختراقه صعبة وأقرب إلى المستحيل، لذا فإنه سيحاول بطرق مختلفة، ولن يتوقف.
ومعرفة من هو العدو أتاحت لنا معرفة تفاصيل بقية المؤامرة، فاليوم وبفضل الله ثم بجهود دولتنا العظيمة، نُزعت الأقنعة عن وجوه أعداء كانوا يمثلون دور الأصدقاء، نسفت خططهم، وعرتهم أمام العالم أجمع.
لقد وصل الأعداء إلى مرحلة الانكشاف والتكشف، وتغيرت لغتهم، وظهرت على حقيقتها كلماتهم، ولأن الحرب بالإجارة بدأت تنحسر، والسعودية وقفت في وجوههم، فإنهم مجبرين اليوم على خوض حربهم بأنفسهم.
ولا تزال بعض محاولاتهم باستئجار الأعداء قائمة، وواضحة ومفضوحة، يشترون عدداً من مرتزقة ليس لهم ولاء إلا للمال، ويصورونهم على أنهم كُثر، لأن الإعلام الكاذب صنعتهم، ولا أحد يتفوق عليهم في الكذب، والتضليل، وكل ذاك الجهد مجرد حلول أخيرة للمهزوم على الدوام.
كل محاولة منهم تفضحهم وترجع عليهم بالكوارث، وما موقفهم تجاه حرب اليمن وإعادة الحق لأهله، إلا فضيحة كُبرى جنت بها على نفسها، لأن قطر كانت من ضمن التحالف الذي اجتمع لنصرة اليمن، وتخليصه من عصابات الحوثي وإجرامه، وحين اقترب تحقيق ذلك، كان جوابهم مثيراً للعجب والشك، فهم اليوم يقولون إنها كارثة إنسانية، وقد كانوا جزءا من الجيش! كيف ذلك؟
لماذا اشتركتم حينها؟ قبل أن يستبعدكم التحالف بقوة المقاطعة، لماذا أرسلت قطر قواتها وهي ضد تحرير اليمن؟
وعلى هذا الموقف يمكن أن نقيس مواقفها المتضاربة، كمواقف حليفتها إيران، نفس الأساليب، واستغفال الجماهير، والكذب جهاراً، وضياع ثروات الشعوب على الثورات، وتأجيج الحروب.
سوف يأتي اليوم الذي بالكاد تتذكرهم الناس، سيعيشون غربة ووحشة وقطيعة، بأيديهم، وبأيدي شعوبهم المسحوقة التي ستثور عليهم.