عبد الله باخشوين
** متى سندرك أن الاقتصاد.. حسم (معركة الصراع الإنساني) لمصلحته.. بطريقة نهائية..وإن كل العلوم والمعارف الإنسانية.. أصبحت تابعا له ولست منافسا أو شريكا. ففي فترة زمنية قياسية.. يمكن أن نؤرخ لها بسقوط (الاتحاد السوفياتي) والاشتراكية الدولية.. حيث أدى هذا الانهيار الحاسم.. لتفكيك كل التكتلات (السياسية والفكرية) وعاد (العالم) لبنيتة (الأولية) في صراع شعوب وقبائل وادياد ومذاهب وأصول وأعراق.. سعي ويسعي كل منها على بناء وحدته الإقليمية وفق معطيات فكرية خاصة تقوم على القوة الاقتصادية والعسكرية.. فانهارت كل أوروبا الشرقية وتمزقت قوتها العسكرية في ظل عدم وجود (بناء اقتصادي قوي).
في نفس هذة الفترة أكملت (أمريكا) بناء نهضة (تكنلوجية) غير مسبوقة وحققت التقنيات العلمية إنجازا موازياً في تكنولوجيا الاتصالات العامة شملت مختلف القطاعات.. وحولت تقنية الكمبيوتر لتصبح واجهة أساسية لكل النشاط الاإنساني.. في تكتل اقتصادي حاسم وكاسح.. سعت أوروبا (الغربية) لمواكبتة ببناء (تكتل) اقتصادي خاص.. يريد أن يكون مستقلا وشريكاً قوياً في مواجهة الاكتساح الاقتصادي الأمريكي.
أما في منطقة (الشرق الأوسط).. فقد تمت محاولة استثمار هذة التحولات بطرق مختلفة.. ففي الوقت الذي نجد فيه أن (قوى الشر) أشعلت الفتن وفككت البلاد باسم الإسلام وبشعار (الربيع العربي) نجد أن هناك دولا (خليجية) كـ(دبي) مثلا سعت لقراءة التحولات العالمية بطريقة (اقتصادية) وحاولت استثمارها بطريقتها الخاصة التي سعت دولة (قطر) لمحاكاتها عبر الطرق الملتوية التي اتبعتها لاستقطاب حدث عالمي مثل (استضافة كأس العالم) وبقيت دول مثل المملكة العربية السعودية بمثابة (مستودع بشري) يضخ قوته المالية للبنان ومصر ودبي والبحرين وغيرها عبر السياحة التي أحسن استثمار فعالياتها هناك.. دون أن يواكب ذلك فكر حيوي حديث يقوم باستثمار الثروة البشرية والمالية بطريقة عصرية تواكب التحولات العالمية التي تؤكد أن الاقتصاد هو روحها وعصبها ومحركها.
ورغم التطور الجزئي وتطور حركة الابتعاث إلا أن التحول الشامل لم يتم إلا في عهد الملك سلمان من خلال الرؤية التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان قبل أن يصبح ولياً للعهد وأكمل توجهها الشمولي الذي أخذ يسير بخطى سريعة جداً منذ أن تولى سمو الأمير ولاية العهد ومضت سرعته بازدياد يفوق سرعة القدرة على المواكبة والتحليل.. وبطريقة تجعلنا ندرك أن رؤية ولي العهد تنطلق من واقع إيمانه بحقيقة تراجع الفكر السياسي.. وصعود وهيمنة الفكر الاقتصادي الذي أصبح هو القوة الوحيدة التي تقود العالم وتصنع تحولاته وتحقق تطور الدول في سباق نهضتها ورهانها على الدخول في دائرة صنع قرارات التطور الإنساني بشكل فاعل ومؤثر.
كل هذا يجعلنا على يقين من أن التحول الاجتماعي والحضاري والثقافي.. لن يحقق أي تطور فعلي مالم يواكب هذة الرؤية.. ويتخلى عن مفاهيمه وآراؤه وتصوراته التقليدية للمستقبل وإن كنا نقول بالشباب ونصر على منح الشباب دوراً حيوياً فاعلاً فإن هذا يأتي انطلاقاً من إيماننا بأن كبار السن أمثالنا لعبوا في -زمنهم- أدواراً ربما تكون أكبر مما كانوا مطالبين بها.. ويعود لهم الفضل الأول وتعليم وتثقيف وتجهيز أبنائهم للأدوار التي تهيئهم رؤية محمد بن سلمان للإمساك بزمامها وتولي مواقع تمكنهم من إنجاز متطلباتها التي تسلحوا بالعلم والمعرفة لتحقيق تحولاتها بنجاح.. يجعلهم يقولون بفخر واعتزاز:
- شكرا لآبائنا الذين منحونا كل المحبة والثقة التي تتوج الإنجاز