د.عبدالعزيز الجار الله
لابد من طرح الأسئلة والمخاوف حيال بعض الأنشطة الثقافية والتراثية كونها من المشروعات الشاملة التي لاتقف على حدود الإطار المعرفي، بل ربما تتعدى إلى الحرج الذي يصعب الخلاص منه، ويكون حيراً للأجيال القادمة، خلال الأيام الماضية تم إدراج واحة الأحساء في قائمة التراث العالمي التابع لليونسكو، وهي واحة زراعية مساحتها (300) مليون متر مربع، وتضم واحة الأحساء إجمالاً (2.5) مليون نخلة، ومنطقة الأحساء محاط برمال الربع الخالي ورمال الجافورة ورمال السهل الساحلي للخليج العربي فهي متفردة في تظاريسها ومظاهر السطح، إضافة إلى أنها منطقة تاريخية استيطانية تعاقبت عليها التجمعات البشرية من أزمنة بعيدة.
المخاوف من اتفاقيات التراث العالمي هي:
أولاً: تدخلات دول اليونسكو في مناطق قائمة التراث العالمي، وبالتالي يعتبر تقييد وكذلك بوابة للتدخلات.
ثانياً: تعتبر قطاعات شرقي المملكة بما فيها الأحساء الواحة ومحيطها وفضاء المحافظة مناطق نفط وغاز ومعادن، وإي إتفاقيات قد تجر ورائها بعض الصعوبات.
ثالثاً: في ظل الصراع المستمر في الخليج العربي تصبح الأحساء منطقة إستراتيجية وحيوية، لأن إيران تحدث مخاوف في منطقة الخليج وتستفيد من الإتفاقيات الدولية.
رابعاً: دول كبرى في مجال السياسة والبيئة الطبيعية والتراث الإنسان والجغرافي ومنها: أمريكا والصين وبريطانيا والهند وروسيا وغيرها لها اتفاقيات في التراث الإنساني محدودة جداً ومساحات التراث تكون في نطاق ضيق جداً.
خامساً: تنتقي الدول تراثها وتحرص أن لا يكون في موقع استغلال الدول له عبر تدخلات اليونسكو.
لا توجد دولة لا تفضل المشاركة الدولية وأن يكون لها حضور دولي، لكن المخاطر المستقبلية والحيطة من التداعيات وأحياناً إنقلاب مواقف وغايات الدول، ومحاولة الاستفادة من ثغرات الإتفاقيات، يجعلنا نعيد مراجعة قائمة التراث الإنساني، ومدى إمكانية تدخل الدول في مواقع التراث الإنساني.