صيغة الشمري
لو ذهبت للبحث في موضوع كيف يرى العالم العربي سياسة أمريكا لرأيت بأن المثقفين منهم قد سوقوا لفكرة أو قناعة بأن أمريكا متآمرة وبأن سياستها لا علاقة لها بتغير رؤسائها، وقد سيطرت هذه الفكرة على العقل العربي الذي نادراً ما يصحح فكرته عن قناعة ما حتى بعد تطور وسائل البحث الرقمية التي خففت كثيراً من زيادة حجم التبعية في كل شيء لتوفر المعلومات ونقيضها في آن واحد مما يجعل من الصعب تسويق القناعات أو الأفكار على أنها حقيقة مطلقة لا تقبل النقاش، صدر خلال الفترة القريبة الماضية كتاب (العالم كما هو)، لمؤلفه بن رودس، كتاب أحدث الكثير من الضجة والضوء الإعلامي الذي لم يحظ به سوى قلة قليلة جدا من الكتب الورقية وخصوصًا في هذه الأيام التي تقل بها أهمية الكتاب الورقي أمام الكتاب الإلكتروني، ومن وجهة نظري الخاصة بأنه سيكون خلال الفترة القادمة من أكثر الكتب مبيعاً لسبب جوهري مهم وهو أن كاتبه شخص متخصص في الكتابة، وأي نوع من الكتابة، كتابة خطابات الرئيس الأمريكي أوباما تلك التي تقتضي شروطاً عدة لدى كاتبها تجعله في أحايين كثيرة يساهم في صناعة قرار ما أكثر من الرئيس الأمريكي نفسه، وعند الغرب الذي يفكر بروح الفريق الواحد دون وجود عقد شخصية لا يشكل عامل قلق لدى الرئيس تفوق أي عضو من أعضاء الفريق وتميزه حتى لو عليه هو شخصياً، بن رودس أو بن رودز كان من أهم رجالات الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وهو الذي كان يسيطر على عقل الرئيس حتى سمى بذلك في الكثير من المواضيع الصحفية التي تتحدث عن سيرة بن رودس، في كتاب العالم كما هو فضح الكثير من الأمور وبالذات تلك الأمور التي يمكن قراءتها بين السطور، وأهمها على الإطلاق هي فكرة العرب عن سياسة أمريكا التي يرونها بأنها سياسة استراتيجية لا تتأثر برحيل رئيس أو قدوم آخر، وبأن الكونجرس هو الذي يصنع استراتجيات سياسة أمريكا، يفضح الكاتب هذا الجانب المهم الذي كشف مدى تأثير حب أو عمى أوباما في محبة إيران وكرهه للعرب على سياسة أمريكا، حيث تسببت هذه المحبة برفع الحظر الدولي عن إيران وتوقيع الاتفاق النووي وتسبب كره أوباما للعرب بسقوط عدة دول عربية وقتل وتشريد الملايين منهم!