محمد بن علي الشهري
يقول المثل الشعبي الدارج: (اللي له عيون وراس يسوي سواة الناس)، وفحواه أن من أراد أن يكون في مصاف وعِداد الفالحين، فعليه أن ينظر بكثير من التمعّن والتقصّي إلى كيفية إدارتهم للأمور، وإلى طُرق تنفيذهم للأفكار والبرامج والخطط التي يضعونها في سبيل السير قدماً، ثم يحذو حذوهم.
وغني عن القول إن كرة القدم لا تعتمد في نجاحاتها وإبهارها، وفي تحقيق تطلعات عشاقها على النظريات والأمنيات، وإنما على (جودة مقومات) تتكون من عدة أطراف وعناصر، تصب جميعها في خانة تكاملية موحّدة.
ولأن ما يهمنا في الوقت الحاضر هو مشاركة الأخضر الأخيرة في مونديال روسيا، وما واكبها من سلبيات ومن إيجابيات مثله مثل باقي المنتخبات الأخرى على كل المستويات، بما فيها الألماني بطل العالم.
ذلك أنه بإمكاننا أن نظل (نلتّ ونعجن فضائياً من خلال برامج الثرثرة) في تفاصيل تفاصيلها إلى ما لا نهاية، كما أن بالإمكان اعتبارها صفحة يجب طيّها بسلبياتها وإيجابياتها، في حين يمكن اعتبارها مشاركة لها ما لها وعليها ما عليها، وبالتالي فإن من الحكمة والواجب على من يعنيهم الأمر إخضاع المشاركة للمراجعة والدراسة العميقة بغية استخلاص ما يمكن استخلاصه مما واكبها من سلبيات وإيجابيات ستساعد حتماً في تأسيس وبناء مقومات مرحلة قادمة مليئة وعامرة بالاستحقاقات.
ولنتذكر جميعاً أننا إلى ما قبل عدة أشهر من الآن، كان هاجسنا الأهم والملحّ هو تحقيق منجز معتبر بحجم التأهل للمونديال وليكن بعد ذلك ما يكون، وذلك للخروج من دوامة الإحباطات (الكريهة) الممتدة لحوالي عقد ونصف.
وتبقى مهمة الترشيد والتمحيص في استقطاب زرافات (المهرجين والحكواتية عبر البرامج الرياضية الفضائية) مسألة ملحّة وهامة، إذ لا حاجة للمشاهد إلى المزيد من التشويش والضجيج الفارغ.