يوسف المحيميد
كثير منّا يعتقد أنه حين يسافر للدول المتقدمة والمتحضرة، دول القوانين والأنظمة، أنه محمي من كل شيء، لكن ذلك غير صحيح دائماً، ففي العام الماضي نشر موقع سي إن إن دراسة إحصائية عنوانها «التحرش الجنسي: كيف يظهر في العالم؟» يتناول معدلات التحرش في مختلف دول العالم، حيث أظهرت النتائج على العينات المختارة أرقامًا عجيبة وغريبة، ففي الدول المتقدمة التي تحظى بقوانين التحرش منذ عقود، كالولايات المتحدة، مثلاً، تعرضت 65 في المائة من النساء اللاتي شملهن الاستطلاع إلى تحرش في الشوارع، وكذلك في المملكة المتحدة شهدت نسبة 64 في المائة من النساء تحرشاً جنسياً غير مرغوب فيه في الأماكن العامة، ففي لندن وحدها هناك أكثر من 40 في المائة من النساء تعرضن للتحرش في الشارع، وفي تقرير منفصل عن «الإيقاف في الشارع والمضايقة» في المملكة المتحدة وجد أن 35 في المائة من النساء تعرضن عنوة للمسات في أماكن غير مناسبة.
ولا تقل النسب في الدول العربية أو الدول الفقيرة والمتخلفة، فعلى سبيل المثال هناك 99 في المائة من النساء في مصر ممن شملهن الاستطلاع تعرضن لتحرشات في الشوارع، وكذلك فيتنام والهند وكمبوديا وبنغلاديش على التوالي، بل إن المعدل العالمي للتحرش بلغ نحو 35 في المائة من النساء، وهو رقم يثير الدهشة والحسرة، ويجعلنا نؤمن بأن قوانين التحرش لا تكفي، بل إن التربية السليمة لشبابنا هي ما تقلل هذه المعدلات المقلقة.
ولأن كثيرًا من العائلات تسافر صيفًا إلى مختلف هذه الدول، لا بأس من التذكير بمقدمة هذا الاستطلاع المهم، الذي يؤكد على «أن الفتاة عندما تسير وحدها في الشارع، تقابل مجموعة رجال يتجولون في الطرقات، فيتقدم حارس المجموعة، ويبدأ التحضير للتحرش، فتحدث أشياء كثيرة عندما تمر الفتاة بجوارهم، بكلمات من قبيل: «أهلاً، جميل»، و»مهلا، مثير» أو افتعال ما يجعل الفتاة تبتسم، وقد يكون الفعل أكثر جرأة ووقاحة، كالوقوف في عرض الطريق، أو قطع المسار أمامها على أمل بعض التفاعل، وقد يصبح أكثر عدوانية، بوصول الأيدي إلى أماكن غير مناسبة منها.
إن الأثر يصبح أكثر خطورة، بوجود طرف واحد، كامرأة وحيدة في الشارع، نظرًا لإمكانية أن تصبح الأشياء أكثر عنفاً مع الإساءة الجسدية أو الاغتصاب».
ولا شك أن تجول العائلات كمجموعات، والمشي نهارًا، وليس أثناء ساعات متأخرة ليلاً، والابتعاد عن الأماكن الخطرة، وغيرها من الأسباب المهمة، توفر أمنًا أكثر لأهلنا خلال السفر إلى الخارج.