د.عبدالعزيز العمر
هناك تصورات ومعتقدات خاطئة لدى كثير من الآباء تحتاج إلى تصحيح، ونظرًا لمحدودية مساحة هذا المقال دعوني أذكر بعضها بإيجاز: أولا: يتوهم الوالدان أن المدرسة هي المسؤول الوحيد عن ضعف تحصيل وإنجاز أبنائهم. الواقع أن كل الدراسات تشير إلى أن العامل الجوهري الذي يصنع الفرق بين الطالب المتميز دراسيًا والطالب الضعيف هو مستوى الرعاية والاهتمام الذي يجده الطالب من والديه في البيت، هناك من الآباء من شعاره: (جزى الله المدرسة خير التي تفكنا من غثاهم)، لن تتحسن إنجازات طلابنا طالما أن آباءهم لا يشعرون بأنهم جزء أساسي في منظومة تعليم أبنائهم. ثانيا: يتصور بعض الآباء أن أبناءهم يجب أن يحققوا أفضل الدرجات في كل المواد، وهذا غالبا أمر غير ممكن منطقيًا وعمليًا، فلا يوجد طفل مبدع ومتميز في كل المواد، والأدهى من ذلك أن الآباء تصدر عنهم ردود أفعال متشنجة وشديدة تجاه أبنائهم عندما يلاحظوا أي ضعف لدى أبنائهم في أي مادة دراسية. ثالثًا: بعض الآباء قد يكون واجه أثناء دراسته صعوبة في بعض المواد وخصوصًا في مادة الرياضيات، وهم يرتكبون خطأ جسيمًا عندما يذكرون ذلك لأبنائهم، رابعًا: يتصور بعض الآباء أن مجرد تحملهم نفقات تعليم أبنائهم في المدارس الأهلية سوف يعفيهم ويعفي أبناءهم من الالتزام بمعايير المدرسة الانضباطية والمهنية، خامسا: من الأخطاء الجسيمة التي يرتكبها الآباء بحق تعليم أبنائهم مقارنة أدائهم الدراسي بأداء زملائهم وأقاربهم، لا شيء يدمر تعلم الطفل مثل هذه المقارنة الظالمة التي تنكر أن الناس بطبيعتهم يختلفون في قدراتهم. وأخيرًا يرتكب بعض الآباء خطأ مدمرًا عندما تحكم العاطفة تعاملهم مع أبنائهم، فتجدهم يستجيبون لكل طلبات أبنائهم، يل ويحرمونهم من فرص إنجاز مهامهم بأنفسهم، وهذا بدوره يقضي على استقلاليتهم.