رقية سليمان الهويريني
قررت إحدى شركات الألبان رفع أسعار بعض منتجاتها دون مبرر! وهب الناس مذعورين وملوحين بالمقاطعة، وموصين بالاتجاه نحو شركات أخرى. وقد يذعن المستهلك ويصبح متهيئاً نفسياً ومستعداً لتقبل رفع الأسعار بصورة متدرجة وبشكل مبالغ مقابل اعتياده على منتج شركة بعينها، في ظل بقاء أسعار الأحجام الكبيرة دون تغيير، فيلجأ المستهلك لشرائها بهدف اقتصادي ويتخلص منها دون استهلاكها.
ورغم أن بلادنا تشكو من ندرة المياه؛ إلا أن شركات الألبان تدفع بملايين الليترات في الأسواق المحلية والخليجية، عدا عن الكميات المهدرة من الرجيع الذي يتم التخلص منه نظراً لكثرة الإنتاج وتنافس شركات الألبان وعدم قياس الحاجة الفعلية للسوق. وهو ما ينبغي أن تدرسه تلك الشركات لتقليل أو منع هدر الألبان.
وهي دعوة لوزارتي التجارة والزراعة للتوصل إلى حلول مناسبة مع شركات الألبان، حتى لا يتضرر منها المواطن ولا الشركات، كإعادة هيكلة إداراتها ومراجعة رواتب كبار الموظفين ومكافآت أعضاء مجالس الإدارة فيها، وتقنين المنتج، ومنع شركات الألبان من تصدير منتجاتها للخارج بحكم نقص المياه وشح الأعلاف، والسماح بزيادة فترة صلاحيتها لمدة أطول وبنفس المواصفات الطازجة.
مع تقديرنا التام أن هذه الشركات وطنية سعودية وتضم آلافاً من أبنائنا وبناتنا الموظفين لديها، كما أنها تعد إضافة لاقتصاد الوطن، ولها دور في تحقيق الأمن الغذائي، برغم تحفظي على الإفراط بتناول منتجات الألبان وما يمكن أن تسهم وتتسبب به من مشاكل صحية كزيادة الوزن، وارتفاع الكوليسترول وأمراض القلب، وخفض المناعة وتجمع المخاط في الجسم وزيادة حالات الحساسية والربو والأكزيما، وما يؤدي تناولها من تكرار الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية، فضلاً عن عدم تحمل البعض لمادة اللاكتوز، كما أنه يسبب اختلالاً في نظام التوازن وعدم القدرة على إزالة السموم، بحسب دراسة وبحوث علمية مكثفة في قسم علوم الجراحة في جامعة «أوبسالا» بالسويد عام 2014 حيث شملت الدراسة أكثر من 106آلاف شخص، وأجريت على مدار20 سنة وفقاً لصحيفة «بريتيش ميديكال جورنال» البريطانية.
وإذا علمنا أن الصينيين لا يستهلكون الحليب ومشتقاته، ندرك سبب ندرة الأمراض بينهم خصوصاً سرطان الثدي. ولعل في ذلك دافعاً لتقليل شرب اللبن وعدم إرهاق الأبقار واستنزافها حفظها الله!