«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
التزمت الصمت لدقائق وأنا أنظر لتغريدة الأستاذ الكاتب الرياضي عبدالله العجلان التي أعلن فيها اعتزاله للكتابة الرياضية، عدت للوراء قليلاً وتذكرت مزاملتي له في هذه الصحيفة العريقة والتي شرفت بها تحت رعاية أستاذنا محمد العبدي، وعدت للوراء كثيراً، وتذكرت عبدالله العجلان الذي كنت أتابعه عن بُعد ولم يكن يعرفني، وفي تلك السنوات كنت أنظر له كقدوة يحتذى به، ونموذجاً قلَّما يجود الزمن بمثله، وحينما عرفته عن قرب أدركت بأنني كنت على صواب، فعبدالله العجلان الذي عرفته ككاتب وأنا طالب هو عبدالله العجلان الذي زاملته، دلت عليه أخلاقه، وعلو مكانته، ومهنيته، وموضوعيته، ومساعدته للزملاء الشباب أمثالي.
رحل الأستاذ عبدالله العجلان، وترك خلفه إرثًا كبيرًا، سيقرؤه أبناؤه وأحفاده، وسيخلده التاريخ في صفحات ناصعة البياض، إذ إن كتابات العجلان لم تكن مجرد حبر على ورق، بل كان لها أثر بالغ، وكان لنقده تقدير عند أصحاب القرار، ويؤخذ بمقترحاته التي كان يصيغها بأحرف من ذهب.
حينما قرأت تغريدت أستاذنا عبدالله العجلان، وهدأت قليلاً، اتصلت به، فوجدته ضاحكاً وكأن شيئًا لم يكن، قال إن 30 سنة كافية للعمل الإعلامي الرياضي الذي يحتاج لمتابعة دقيقة، وظروفه تمنعه من الاستمرار والمتابعة. أغلقت هاتفي، وتساءلت في نفسي، إن رحل مثل عبدالله العجلان وتركي الناصر السديري وصالح الحمادي، واعتزلوا الكتابة الرياضية، فمن سيبقى في واجهة الصحافة الرياضية..!؟ ولمن تترك..!؟
عزاؤنا الوحيد بأن هنالك قلة بقيت متماسكة، نرجو ونتمنى استمرارها، كما أن هنالك شباب يستحقون الدعم، وحديثنا عن أستاذنا عبدالله العجلان لا يمسهم في شيء، بل إن الطريق أمامهم لمزاولة مهنة المتاعب.